الحديث 92 : تعليم مالك بن الحويرث الناس صلاة رسول الله A .
92 - الحديث العاشر : عن أبي قلابة - عبد الله بن زيد الجرمي البصري - قال [ جاءنا مالك بن الحويرث في مسجدنا هذا فقال : إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة أصلي كيف رأيت رسول الله A يصلي فقلت لأبي قلابة : كيف كان يصلي ؟ فقال : مثل صلاة شيخنا هذا وكان يجلس إذا رفع رأسه من السجود قبل أن ينهض ] .
أراد بشيخهم : أبا بريد - عمرو بن سلمة الجرمي - ويقال أبو يزيد .
حديث أنس بن مالك : يدل على طلب أمرين في الصلاة : التخفيف في حق الإمام مع الإتمام وعدم التقصير وذلك هو الوسط العدل والميل إلى أحد الطرفين خروج عنه أما التطويل في حق الإمام : فإضرار بالمأمومين وقد تقدم ذلك التصريح بعلته وأما التقصير عن الإتمام : فبخس لحق العبادة ولا يراد بالتقصير ههنا : ترك الواجبات فإن ذلك مفسدة موجب للنقص الذي يرفع حقيقة الصلاة وإنما المراد - والله أعلم - التقصير عن المسنونات والتمام بفعلها .
والكلام على حديث أبي قلابة من وجوه .
أحدها : أن هذا الحديث مما انفرد به البخاري عن مسلم وليس من شرط هذا الكتاب وأيضا فإن البخاري خرجه من طرق منها رواية وهيب وأكثر ألفاظ هذا الرواية التي ذكرها المصنف : هي رواية وهيب وفي آخرها في كتاب البخاري [ وإذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض ثم قام ] وفي رواية خالد عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث الليثي [ أنه رأى رسول الله A فإذا كان في وتر من صلاته : لم ينهض حتى يستوي قاعدا ] .
الثاني مالك بن الحويرث ويقال : ابن الحارث ويقال : حويرثة والأول أصح - أحد من سكن البصرة من الصحابة مات سنة أربع وتسعين ويكنى أبا سليمان .
وشيخهم المذكور في الحديث هو أبو بريد - بضم الباء الموحدة وفتح الراء - عمرو بن سلمة - الجرمي - بفتح الجيم وسكون الراء المهملة .
الثالث قول [ إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة ] أي أصلي صلاة التعليم لا أريد الصلاة لغير ذلك ففيه دليل على جواز مثل ذلك وأنه ليس من باب التشريك في العمل