معنى يحول الله رأسه إلى رأس حمار .
وقوله [ أن يحول الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار ] يقتضي تغيير الصورة الظاهرة ويحتمل أن يرجع إلى أمر معنوي مجازي فإن الحمار موصوف بالبلادة ويستعار هذا المعنى للجاهل بما يجب عليه من فروض الصلاة ومتابعة الإمام وربما رجح هذا المجاز بأن التحويل في الظاهرة لم يقع مع كثرة رفع المأمومين قبل الإمام ونحن قد بينا أن الحديث لا يدل على وقوع ذلك وإنما يدل على كون فاعله متعرض لذلك وكون فعله صالحا لأن يقع عند ذلك الوعيد ولا يلزم من التعرض للشيء وقوع ذلك الشيء .
وأيضا فالمتوعد به لا يكون موجودا في الوقت الحاضر أعني عند الفعل والجهل موجود عند الفعل ولست أعني بالجهل ههنا : عدم العلم بالحكم بل إما هذا وإما أن يكون عبارة عن فعل مالا يسوغ وإن كان العلم بالحكم موجودا لأنه قد يقال في هذا : إنه جهل ويقال لفاعله جاهل والسبب فيه : أن الشيء ينفي لانتفاء ثمرته والمقصود منه فيقال : فلان ليس بإنسان إذا لم يفعل الأفعال المناسبة للإنسانية ولما كان المقصود من العلم الجهل به جاز أن يقال لمن لا يعمل بعلمه : إنه جاهل غير عالم