بسم الله الرحيم الرحيم .
مقدمة صاحب المتن مع شرحها .
الحمد لله رب العالمين ابتدأ كتابه بالبسملة ثم بالحمدلة اقتداء بكتاب الله D وعملا بحديث [ كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ] أي ذاهب البركة رواه الخطيب والحافظ عبد القادر الرهاوي وبحديث [ كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع وفي رواية : بحمد الله وفي رواية : بالحمد وفي رواية فهو أجذم ] رواها الحافظ الرهاوى في الأربعين له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مالك يوم الدين قال ابن عباس و مقاتل : قاضي يوم الحساب وقال قتادة : الدين الجزاء وإنما خص يوم الدين بالذكر مع كونه مالكا للأيام كلها لأن الأملاك يومئذ زائلة فلا ملك ولا أمر الا له .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبين لأحكام شرائع الدين بأقواله وأفعاله وتقريراته والدين هنا الإسلام قال تعالى { ورضيت لكم الإسلام دينا } [ المائدة : 3 ] وقال A في حديث عمر : [ هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ] .
الفائز بمنتهى الإرادات من ربه كالحوض المورود والمقام المحمود وغير ذلك من خصائصه قال تعالى : { وللآخرة خير لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى } [ الضحى : 4 - 5 ] والفوز والنجاة والظفر بالخير قاله في القاموس .
فمن تمسك بشريعته بفعل المأمورات واجتناب المنهيات .
فهو من الفائزين في الدنيا والآخرة .
صلى الله وسلم عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية الصلاة من الله تعالى ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى وقيل الرحمة وقيل رحمة مقرونة بتعظيم وتستحب الصلاة عليه A لقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } [ الأحزاب : 56 ] ولقوله A : [ أكثروا علي من الصلاة ] وتتأكد في ليلة الجمعة ويومها وعند ذكره وقيل تجب لقوله A : [ البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ] وحديث : [ رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ] وهي ركن في التشهد الأخير وخطبتي الجمعة كما يأتي - والنبي إنسان أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه فإن أمر بتبليغه فهو رسول .
وعلى آل كل وصحبه أجمعين وآل النبي أتباعه على دينه الصحيح عندنا وقيل أقاربه المؤمنون والصحب اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي وهو من اجتمع بالنبي A مؤمنا ومات على ذلك وجمع بين الآل والصحب ردا على الشيعة المبتدعة حيث يوالون الآل دون الصحب .
وبعد يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر استحبابا في الخطب والمكاتبات لفعله عليه السلام .
فهذا مختصر وهو ما قل لفظه وكثر معناه قال علي Bه : خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل .
في الفقه وهو لغة الفهم واصطلاحا معرفة الأحكام الشرعية الفرعية بالاستدلال بالفعل أو بالقوة القريبة .
على المذهب الأحمد مذهب الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني Bه وأرضاه ولد ببغداد في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة ومات بها في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين وفضائله ومناقبه شهيرة .
بالغت في إيضاحه رجاء الغفران من الله جل وعلا .
وبينت فيه الأحكام أحسن بيان والأحكام خمسة : الوجوب والحرمة والندب والكراهة والإباحة .
لم أذكر فيه إلا ما جزم بصحته أهل التصحيح والعرفان وعليه الفتوى فيما بين أهل الترجيح والإتقان من المتأخرين .
وسميته بـ دليل الطالب لنيل المطالب .
والله أسأل أن ينفع به من اشتغل به من المسلمين .
وأن يرحمني والمسلمين إنه أرحم الراحمين آمين