فصول فيما يستحب عند الطعام وفي آداب الأكل .
فصل : قال المروذي سألت أبا عبد الله قلت تكره الخبز الكبار قال نعم أكرهه ليس فيه بركة إنما البركة في الصغار وقال مرهم أن لا يخبزوا كبارا قال رأيت أبا عبد الله يغسل يديه قبل الطعام وبعده وإن كان على وضوء وقال مهنا ذكرت ليحيى بن معين حديث قيس بن الربيع عن أبي هاشم عن زادان عن سلمان عن النبي A قال : [ بركة الطعام الوضوء قبله وبعده ] فقال لي يحيى ما أحسن الوضوء قبله وبعده وذكرت الحديث لـ أحمد فقال ما حدث بهذا إلا قيس بن الربيع وهو منكر الحديث قلت بلغني عن يحيى بن سعيد قال كان سفيان يكره غسل اليد عند الطعام لم كره سفيان ذلك ؟ قال لأنه من زي العجم قلت بلغني عن يحيى بن سعيد قال كان سفيان يكره أن يكون تحت القصعة الرغيف لم كرهه سفيان ؟ قال كره أن يستعمل الطعام قلت تكرهه أنت ؟ قال نعم وروي عن عقيل قال حضرت مع ابن شهاب وليمة ففرشوا المائدة بالخبز فقال لا تتخذوا الخبز بساطا وقال المروذي قلت لأبي عبد الله إن أبا معمر قال إن أبا أسامة قدم اليهم خبزا فكسره قال هذا لئلا تعرفوا كم تأكلون وقيل لأبي عبد الله يكره الأكل متكئا ؟ قال أليس [ قال النبي A : لا آكل متكئا ] رواه أبو داود و [ عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه قال ما رئي رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكل متكئا قط ] رواه أبو داود و [ عن ابن عمر قال نهى رسول الله A أن يأكل الرجل وهو منبطح ] رواه أبو داود .
فصل : وتستحب التسمية عند الطعام وحمد الله عند آخره لما [ روى عمر بن أبي مسلمة قال : أكلت مع النبي A فجالت يدي في القصعة فقال : سم الله كل بيمينك وكل مما يليك قال فما زالت أكلتي بعد ] رواه ابن ماجة : بمعناه و أبو داود وروى الإمام أحمد بإسناده عن أبي هريرة قال : لا أعلمه إلا عن النبي A أنه قال : [ للطاعم الشاكر مثل ما للصائم الصابر ] قال أحمد معناه إذا أكل وشرب يشكر الله ويحمده على ما رزقه وعن عائشة أن رسول الله A قال : [ إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسي إن يذكر اسم الله في أوله فليقل باسم الله أوله وآخره ] رواه أبو داود وعن معاذ بن أنس عن رسول الله A قال : [ من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ] [ عن أبي سعيد قال كان النبي صلى الله عليه سلم إذا أكل طعاما قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ] [ عن أبي أمامة أن النبي A كان إذا رفع طعامه أو ما بين يديه قال : الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه غير مكفى ولا مودع ] رواهن ابن ماجة .
فصل : ويأكل بيمينه ويشرب بها لما روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه سلم قال : [ إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ] رواه مسلم و أبو داود و ابن ماجة .
ويستحب الأكل بثلاث أصابع لما روى كعب بن مالك قال [ كان رسول الله A يأكل بثلاث أصابع ولا يمسح يده حتى يلعقها ] رواه الإمام أحمد وذكر له حديث ترويه ابنة الزهري أن النبي A كان يأكل بكفه كلها فلم يصححه ولم ير ثلاث أصابع وروي عن أحمد أنه أكل خبيصا بكفه كلها وروي عن عبد الله بن بريدة أنه كان ينهى بناته أن يأكلن بثلاث أصابع وقال : لا تشبهن الرجال .
فصل : قال مهنا : سألت أحمد عن حديث عائشة [ عن النبي A قال : لا تقطعوا اللحم بالسكين فإن ذلك صنيع الأعاجم ] فقال ليس بصحيح لا نعرف هذا وقال حديث عمرو بن أمية الضمري خلاف هذا [ كان النبي A يختز من لحم الشاة فقام إلى الصلاة وطرح السكين ] وحديث مسعر عن جامع بن شداد عن المغيرة اليشكري [ عن المغيرة بن شعبة : ضفت برسول الله A ذات ليلة فأمر بجنب فشوي ثم أخذ الشفرة فجعل يحز فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فألقى الشفرة ] قال وسألت أحمد عن حديث أبي جحيفة [ عن النبي A أنه قال : اكفف جشاءك يا أبا جحيفة فإن أكثركم شبعا اليوم أكثركم جوعا يوم القيامة ] فقال هو ويحيى جميعا ليس بصحيح .
فصل : [ وروي عن ابن عباس قال لم يكن رسول الله A ينفخ في طعام ولا شراب ولا يتنفس في الإناء ] و [ عن أنس قال ما أكل النبي A على خوان ولا في سكرجة ] قال قتادة فعلام كانوا يأكلون ؟ قال على السفر [ وعن عائشة أن النبي A نهى أن يقام على الطعام حتى يرفع ] وعن ابن عمر قال : قال رسول الله A : [ إذا وضعت المائدة فلا يقم رجل حتى ترفع المائدة ولا يرفع يده وإن شبع حتى يفرغ القوم وليعذر فإن الرجل يخجل جليسه فيقبض يده وعسى أن يكون له في الطعام حاجة ] وعن نبيشة قال : قال النبي A : [ من أكل في قصعة فلحسها استغفرت له القصعة ] وعن جابر قال : قال رسول الله A : [ لا يمسح أحدكم يده حتى يلعقها فإنه لا يدري في أي طعامه البركة ] رواهن ابن ماجة .
فصل : وسئل أبو عبد الله عن غسل اليد بالنخالة فقال لا بأس به نحن نفعله وسئل عن الرجل يأتي القوم وهم على طعام فجأة لم يدع إليه فلما دخل إليهم دعوه هل يأكل ؟ قال نعم ومابأس وسئل عن حديث النبي A أنه ادخر لأهله قوت سنة هو صحيح ؟ قال نعم ولكنهم يختلفون في لفظه .
فصل : [ عن أنس أن النبي A جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي A : أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة ] و [ عن جابر قال : صنع أبو الهيثم بن التيهان للنبي صلى الله طعاما فدعا النبي وأصحابه فلما فرغوا قال : اثيبوا أخاكم قالوا يا رسول الله وما إثابته ؟ قال : إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرب شرابه فدعوا له فذلك إثابته ] رواه أبو داود والله أعلم