فصل : حد السكر الذي يحصل به فسق شارب النبيذ .
فصل : وحد السكر الذي يحصل به فسق شارب النبيذ ويختلف معه في وقوع طلاقه ويمنع صحة الصلاة منه هو الذي يجعله يخلط في كلامه ما لم يكن قبل الشرب ويغيره عن حال صحوه ويغلب على عقله ولا يميز بين ثوبه وثوب غيره عند اختلاطهما ولا بين نعله ونعل غيره ونحو هذا قال الشافعي و أبو يوسف و محمد و أبو ثور وزعم أبو حنيفة أن السكران هو الذي لا يعرف السماء من الأرض ولا الرجل من المرأة .
ولنا قول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } نزلت في أصحاب رسول الله A حين قدموا رجلا منهم في الصلاة فصلى بهم وترك في قراءته ما غير المعنى وقد كانوا قاموا إلى الصلاة عالمين بها وعرفوا امامهم وقدموه ليؤمهم وقصد إمامتهم والقراءة لهم وقصدوا الائتمام به وعرفوا أركان الصلاة فأتوا بها ودلت الآية على أنه ما لم يعلم ما يقول فهو سكران وروي [ أن النبي A أتي بسكران فقال : ما شربت ؟ فقال : ما شربت إلا الخليطين ] وأتي بآخر سكران فقال : ألا أبلغ رسول الله A أني ما سرقت ولا زنيت فهؤلاء قد عرفوا رسول الله A واعتذروا اليه وهم سكارى و [ في حديث حمزة عم النبي A حين غنته قينة وهو سكران .
( ألا يا حمز للشرف النواء ... وهن معقلات بالفناء ) .
وكان علي أناخ شارفين له بفناء البيت الذي فيه حمزة فقام اليها فبقر بطونها واجتث أسنمتها فذهب علي فاستعدى عليه رسول الله A فجاء رسول الله A فإذا حمزة محمرة عيناه فلامه النبي A فنظر إليه وإلى زيد بن حارثة فقال : وهل أنتما الا عبيد لأبي ؟ ] فانصرف عنه رسول الله A فقد فهم ما قالت القينة في غنائها وعرف الشارفين وهو في غاية سكره ولأن المجنون الذاهب العقل بالكلية يعرف السماء من الأرض والرجل من المرأة مع ذهاب عقله ورفع القلم عنه