- لقد آتى الله الشافعي حظا من المواهب يجعله في الذروة الأولى من قادة الفكر وزعماء آراء : .
فقد كان قويا في كل قواه العقلية مما جعل تلميذه بشر المريسي يقول : " مع الشافعي نصف عقل أهل الدنيا " وكان حاضر البديهة عميق الفكرة بعيد المدى في الفهم فكانت دراسته طلبا للكليات والنظريات العامة .
- وكان قوي البيان واضح التعبير أوتي مع فصاحة لسانه وبلاغة بيانه صوتا عميق التأثير يعبر بنبراته وقد سماه ابن راهويه : خطيب العلماء .
- وكان نافذ البصيرة في نفوس الناس قوي الفراسة كشيخه مالك في معرفة أحوال الرجال وما تطيقه نفوسهم وكان هذا سببا في أن التف حوله أكبر عدد من الصحاب والتلاميذ وكان صافي النفس من أدران الدنيا وشوائبها لذلك كان مخلصا في طلب الحق والمعرفة يطلب العلم لله ويتجه في طلبه إلى الطريق المستقيم فإذا اصطدم إخلاصه مع ما يألفه الناس من آراء أعلن آراءه في جرأة وقوة وقد بلغ من زهده في جاه العلم وإخلاصه لطلب الحق أنه كان يقول : " وددت أن الناس تعلموا هذا العلم لم ينسب إلي شيء منه فأوجر عليه ولا يحمدوني " وما كان يغضب في جدال ولا يستطيل بحدة لسان في نزلا لأنه يبغي الحق في جدله يقول Bه : " ما ناظرت أحدا قط على الغلبة وددت إذا ناظرت أحدا أن يظهر الحق على يديه " ولقد أكسبه الإخلاص ذكاء قلب ونبل غرض وتباعدا عن الدنايا .
وكان شديد التشبث بحديث رسول الله A يقول الربيع : سمعت الشافعي يقول : " ما من أحد إلا وتغيب عنه سنة لرسول الله A وتغرب فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله A خلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله A وهو قولي " وجعل يردد هذا الكلام