مثل استفزازه من الأرض ليخرجوه فإنهم لا يلبثون خلفه إلا قليلا ولا تتحول هذه السنة بأن يكون هو المخرج وهم اللابثون بل متى أخرجوه خرجوا خلفه ولو مكث لكان هذا استصحاب حال بخلاف ظهور الكفار فإنه كان تبديلا لظهور المؤمنين وظهور الكفار إذ كان لا بد من أحدهما .
وأما أهل المكر السيء والكفار فهي سنة تبديل لا بد لهم من العقوبة لا يبدلون بها غيرها ولا نتحول عنهم إلى المؤمنين وهو عيد لأهل المكر السيء أنه لا يحيق إلا بأهله ولن يتبدلوا به خيرا بتضمن نفيا وإثباتا فلهذا نفى عنه التبديل والتحويل $ فصل .
والقرآن قد دل على هذا الأصل في مواضع كقوله ! < قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون > ! سورة الأنعام 47 وقوله ! < وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد > ! سورة هود 102 وقوله ! < أكفاركم خير من أولئكم > ! سورة القمر 43 ومنه قوله ! < لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب > ! سورة يوسف 111 وقوله ! < قد كان لكم آية في فئتين التقتا > ! سورة آل عمران 13 إلى قوله ! < إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار > ! سورة آل عمران 13 $ فصل .
وقد أخبر سبحانه أنه تارة يعاقبهم عقب السراء وتارة يعاقبهم عقب