.
وهذا كما ذكره سبحانه في حال قوم فرعون وغيرهم وهذا ذم لمن لم يستقم لا في الضراء ولا في السراء لا دعا بالضراء ولا بالسراء ولا تضرع في الضراء ولا شكر ولا آمن في السراء ابتلاهم بالحسنات وهي النعم والسيئات وهي المصائب فما أطاعوا لا في هذا ولا في هذا .
وأما آية المؤمنين فأمراؤهم لم يستكينوا ولم يتضرعوا حتى فتح عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون وهؤلاء قد يكون تقدم لهم ابتلاء بالحسنات أولا فإنه قال في أول الكلام ! < يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم > ! سورة المؤمنون 51 إلى قوله ! < أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون > ! إلى قوله ! < حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون > ! الآية 64 إلى قوله ! < ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم > ! الآيتان 75 76 .
فهؤلاء كانوا في حالة حسنة فلما لم يتقوه أخذ مترفيهم بالعذاب ثم أخذهم بالعذاب ليتضرعوا فلما لم يتضرعوا ابتلاهم بالحسنات أولا فلما لم يتقوه استحقوا العذاب فيعتبر الفرق بين هؤلاء وهؤلاء .
آخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين وسلم تسليما