الحركات ولم يشبع اللفظ به منهن وبين ما أتم به الصوت ومطط به النطق ويميز الجنسان ويبين النوعان وتدرك حقيقتهما بذلك .
فإن قال قائل لم جعلتم علامة الحركة المشبعة في هذا الضرب الفا وياء وواوا وقد انكرتم ذلك قبل في سائر الحركات ودللتم على صحة ذلك بالخبر الذي رويتموه عن ابي الاسود مبتدىء النقط قيل له جعلنا ذلك علامتها فيه ليمتاز الاختلاف ويرتفع الإشكال في معرفة الحركة المشبعة وغير المشبعة ألا ترى أنا لم نستعمل ذلك فيما اتفق على اشباع الحركة فيه إذ لم يحتج الى تمييز ولا فرقان هذا مع اقتدائنا في ذلك بمن سنة من علماء اللغة ومتقدمي النحاة وهو الخليل بن احمد C وعامة اصحابه إذ عدمنا الرواية فيه عمن تقدمه ممن ابتدأ بنقط المصاحف من التابعين وغيرهم .
فصل قال ابو عمرو فأما الحركة المشمة في نحو قوله سيء و سيئت و قيل و غيض و سيق و حيل و جائ فحقيقته ان ينحى بكسره اوائل هذه الافعال نحو الضمة يسيرا ليدل بذلك على أن الضم الخالص اصلها كما ينحى بالفتحة المماله نحو الكسرة