بعض القوافي وهي حرف خفي فأتبعوا الياء الكسرة في الهاء وأتوا بالميم موصولة بواو الجمع لأنه أصل الكلمة ألا ترى أنك إذا ثنيت الهاء قلت عليهما فأتيت بألف التثنية كذلك إذا جمعت قلت عليهمو فأتيت بواو الجمع كما تقول قام وقاما وقاموا .
وأما من كسر الهاء وأسكن الميم وهو قول عاصم وأبي عمرو وابن عامر والكسائي فإنهم أمنوا اللبس إذ كانت الألف في التثنية قد دلت على الاثنين ولا ميم في الواحد فلما لزمت الميم الجمع حذفوا الواو وأسكنوا الميم طلبا للتخفيف إذ كان لا يشكل .
وأما الضمة في الهاء من عليهم وهو قول حمزة فهي أصل الهاء لأنها إذا ابتدأت كانت مضمومة كقولك هم فتركت على حالها .
وأما من ترك الهاء مكسورة وضم الميم عند لقائها الساكن فلأن الميم لا بد من حركتها للساكن الذي لقيها .
فردت لما احتيج إلى حركتها إلى أصل قد كان لها وهو الضم وتركوا الهاء على حال كسرها إذ لم تدعهم إلى ردها إلى الأصل ضرورة كما دعت إلى ضم الميم ولأن الهاء إنما تبعت الياء لأنها شبهت بها ولم تتبعها الميم لبعدها منها .
والذين كسروا الميم للساكن الذي لقيها والهاء مكسورة فإنهم أتبعوا الكسر الكسر لثقل الضم بعد الكسر .
كما استثقلوا ضمة الهاء بعد الكسر كذلك استثقلوا ضمة الميم بعد كسرة الهاء .
وأما من كسر الهاء إذا لم يلق الميم ساكن وضمها إذا لقي الميم