عن هذا فقال إن أبا عمرو أشار إلى أنه يرى الفصل بالألف بين الهمزتين المتلازمتين نحو همزة الاستفهام إذا دخلت على همزة ثانية في الفعل الماضي نحو أفعل لأن هذا المثال مبني علىالهمزة فهي تصحبه في متصرفاته إما مقدرة في اللفظ وإما مقدرة في النية ففي اللفظ في الماضي والمصدر نحو أنذر إنذارا وفي التقدير في المستقبل نحو أنذر واصله أؤنذر بهذه الهمزة التي بني الفعل عليها بملازمتها له هي أثقل من الهمزة التي تعرض من جملة امثلة الأفعال في مثال واحد وهي في إخبار المتكلم عن نفسه بفعل مستقبل فلما كانت أثقل كان الفصل معها أوجب ولما كانت العارضة في حال واحدة أخف لم يحتج عند دخول ألف الاستفهام عليها إلى الفصل بينها وبينها لخفتها والهمزة في أؤنبئكم عارضة في المستقبل وليست ثابتة في الماضي والمصدر والهمزة في أنذر ثابتة في الماضي والمصدر .
قرأ أبي عن نافع قل آؤنبئكم بهمزة واحدة مطولة والأصل في هذا أؤنبئكم بهمزتين ثم زاد الألف الفاصلة بينهما ليبعد المثل عن المثل ويزول الاجتماع فيخف اللفظ فصار آؤنبئكم وهذه قراءة هشام ثم لين الهمزة الثانية فصار آؤنبئكم .
وقرأ نافع إلا ما ذكرنا وبان كثير وأبو عمرو أؤنبئكم بهمزة