سورة الأنعام قرأ بالتاء أنه أتى بدليل الخطاب سائلا لله D ضارعا إليه والحجة لمن قرأ بالألف أنه أخبر عن الله D على طريق الغيبة لأنه D غائب عن الأبصار وإن كان شاهدا للجهر والأسرار .
قوله تعالى وإما ينسينك الشيطان يقرا بتشديد السين وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه فرق بين نسي الرجل ونساه غيره واستدل بقوله عليه السلام إنما أنسى لأسن لكم فشدد لأن غيره نساه والحجة لمن خفف أنه قال هما لغتان تستعمل إحداهما مكان الأخرى واستدل بقوله تعالى نسوا الله فنسيهم يريد والله أعلم تركوا الله من الطاعة فتركهم من الثواب لأن أصل النسيان الترك وقيل في قوله تعالى واذكر ربك إذا نسيت يريد إذا عصيت .
قوله تعالى كالذي استهوته يقرأبالتاء والألف وقد ذكرت علة ذلك في قوله تعالى فنادته الملائكة ومعنى استهوته زينت له هواه بالوسوسة والغلبة قوله تعالى رأى كوكبا يقرا بالإمالة والتفخيم وبين ذلك وبكسر الراء والهمزة وفتحهما فالحجة لمن فخم أنه أتى باللفظة على أصل ما وجب لها لأن الياء قد انقلبت بالحركة ألفا وإنما كتبت في السواد ياء للفرق بين ذوات الواو والياء والحجة لمن أمال أنه أعمل اللسان من وجه واحد طلبا للتخفيف فأمال الياء في اللفظ ثم نحا بالكسرة إلى الهمزة فأمالها للمجاورة لا لأن الإمالة واجبة لها في الأصل كما كسرت الميم في قوله تعالى ولكن الله رمى والضاد من قوله وقضى ربك لقربهما من الياء والحجة لمن قرأها بين بين أنه عدل بين اللفظين وأخذ بأوسط اللغتين