سورة النساء ... حلت بأرض الزائرين فأصبحت ... عسرا على طلابك ابنة مخرم ... .
قوله تعالى واللذان يأتيانها منكم يقرأ بتشديد النون وتخفيفها وكذلك ما كان في القرآن من نون التثنية في مثل هذا فالحجة لمن شدد أنه جعل التشديد عوضا من الياء المحذوفة في الذي كما جعلها عوضا من الألف في إن هذان لساحران ليفرق بين ما قد سقط منه حرف وبين ما قد بنى على لفظه وتمامه والحجة لمن خفف أن العرب قد تخذف طلبا للتخفيف من غير تعويض وتعوض طلبا للإتمام وكل من ألفاظها ومستعمل في كلامها فأما قوله فذانك فإن من شدد النون جعله تثنية ذلك وتقديره ذان لك فقلب من اللام نونا وأدغم .
ومن خفف جعله تثنية ذاك فأتى بالنون الخفيفة للاثنين فأما دخول الكاف فيها فلمعنى الخطاب ولا موضع لها من الإعراب والدليل على ذلك أن النون لا تثبت مع الإضافة وإنما كسرت اللام في ذلك لسكونها وسكون الألف قبلها واختير لها لئلا يلتبس بقولهم في الإشارة ذالك إذا أردت هذا لك ثم خزلت الهاء فأما جمع ذلك ف أولئك وأما جمع ذاك ف أولاك واللام في ذلك زائدة لتراخي المشار إليه .
قوله تعالى بفاحشة مبينة يقرأ بكسر الياء وفتحها ها هنا وفي الأحزاب والطلاق فالحجة لمن كسر أنه جعل الفاحشة هي الفاعلة والمبينة على فاعلها والحجة لمن فتح أنه جعل الفاحشة مفعولا بها والله تعالى بينها فأما قوله آيات مبينات فالفتح فيها بمعنى مفسرات والكسر بمعنى مفصلات