سورة الصافات التنوين والإضافة فالحجة لمن نون ونصب أنه عند أهل البصرة شبيه بالمصدر لأن المصدر عندهم إذا نون عمل عمل الفعل وكذلك إذا أضيف إلى الفاعل أو المفعول وهو عند أهل الكوفة منصوب بمشتق من المصدر .
والحجة لمن نون وخفض أنه أبدل الكواكب من الزينة لأنها هي الزينة وهذا يدل الشيء من الشيء وهو هو في المعنى والحجة لمن حذف التنوين وأضاف أنه اتى بالكلام على أصل ما وجب له لأن الاسم إذا ألفى الاسم بنفسه ولم يكن الثاني وصفا للأول ولا بدلا منه ولا مبتدأ بعده أزال التنوين وعمل فيه الخفض لأن التنوين معاقب للإضافة فلذلك لا يجتمعان في الاسم .
قوله تعالى لا يسمعون يقرأ بتشديد السين والميم وبإسكان السين والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه اراد يتسمعون فأسكن التاء وأدغمها في السين فصارتا سينا مشددة والحجة لمن خفف أنه أخذه من سمع يسمع ومعناه أن الشياطين كانت تسرق السمع من السماء فتلقيه إلى أوليائها من الإنس قبل مولد محمد عليه السلام فتبديه فلما ولد صلى الله عليه وسلّم رجموا بالنجوم فامتنعوا من الاستماع وهذا من أدل دليل على صحة نبوته صلى الله عليه وسلّم .
قوله تعالى بل عجبت يقرأ بضم التاء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه من إخبار الله تعالى عن نفسه ودليله قوله النبي صلى الله عليه وسلّم عجب ربكم من ألكم وقنوطكم فالعجب من الله D إنكار لأفعالهم من إنكارهم البعث وسخرياتهم من القرآن وازدرائهم بالرسول جرأة على الله وتمردا وعدوانا وتكبرا فهذا العجب من الله D والفرق بينه وبين عجب المخلوقين أن المخلوق لا يعجب إلا عند نظره إلى ما لم يكن في علمه ولا جرت العادة بمثله فبهره ما رأى من ذلك فيتعجب من ذلك وقد جاء في القرآن ما يقارب معنى ذلك كقوله تعالى ومكروا ومكر الله وكقوله