سورة مريم جوابا للأمر لأن معنى الشرط موجود فيه يريد فإن تهب لي وليا يرثني والحجة لمن رفع أنه جعل قوله يرثني صلة لولي لأنه نكرة عاد الجواب عليها بالذكر ودليله قوله تعالى أنزل علينا مائدة من السماء تكون ولو قيل إنه إنما جاز الرفع في قوله يرثني وما أشبهه لأنه حال حل محل اسم الفاعل لكان وجها بينا ودليله قوله تعالى ثم ذرهم في خوضهم يلعبون يريد لاعبين وفيه بعض الضعف لأن الأول حال من ولي وهو نكرة وهذا حال من الهاء والميم وهما معرفة .
قوله تعالى ويرث من آل يعقوب يقرأ بالرفع والجزم عطفا على ما تقدم من الوجهين في أول الكلام .
قوله تعالى وقد بلغت من الكبر عتيا يقرأ بالكسر والضم وما شاكله من قوله صليا وجثيا وبكيا فالحجة لمن قرأبالكسر أنه نحا ذلك لمجاورة الياء وجذبها ما قبلها إلى الكسر ليكون اللفظ به من وجه واحد لأنه يثقل عليهم الخروج من ضم إلى كسر والحجة لمن ضم أن الأصل عنده في هذه الأسماء الضم لأنها في الأصل على وزن فعول فانقلبت الواو فيهن ياء لسكونها وكون الياء بعدها فصارتا ياء مشددة .
فإن قيل فهلا كانت هذه الأسماء بالواو كما كان قوله وعتوا عتوا كبيرا بالواو فقل الأصل في الواحد من هذا الجمع عاتو وجاثو لأنه من يعتو و يجثو فانقلبت فيه الواو ياء لانكسار ما قبلها كما قالوا غاز والأصل غازو لأنه من يغزو فجاء الجمع في ذلك تاليا للواحد في بنائه لأن الجمع أثقل من الواحد