سورة النحل فلأنها من حروف الحلق والحجة لمن أسكن أنه أراد المصدر ومثله طعنته بالرمح طعنا .
قوله تعالى ولنجزين الذين صبروا يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه رده على قوله ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين والحجة لمن قرأه بالنون أنه أراد أن يأتي بأول الكلام محمولا على آخره فوافق بين قوله تعالى ولنجزين وقوله فلنحيينه ولنجزينهم .
قوله تعالى يلحدون إليه أعجمي يقرأ بضم الياء وفتحها وقد ذكرت علته فيما سلف .
قوله تعالى من بعدما فتنوا يقرأبفتح التاء وبضم الفاء وكسر التاء فالحجة لمن فتح أنه جعل الفعل لهم والحجة لمن ضم الفاء أنه دل بذلك على بناء ما لم يسم فاعله ومعناه أن عمار بن ياسر وجماعة من أهل مكة أرادهم كفار قريش على الكفر وأكرهوهم فقالوا بألسنتهم وقلوبهم مطمئنة بالإيمان ثم هاجروا إلى المدينة فأخبر الله عن وجل عنهم بما كان من إضمارهم ومن إظهارهم والحجة لمن جعل الفعل لهم أن ذلك كان منهم قبل الإسلام فمحا الإسلام ما قبله .
قوله تعالى ولا تك في ضيق يقرأبفتح الضاد وكسرها وقد ذكرت حجته آنفا وقلنا فيه ما قاله أهل اللغة .
والاختيار ها هنا الفتح لأن الضيق بالكسر في الموضع والضيق بالفتح في المعيشة والذي يراد به ها هنا ضيق المعيشة لا ضيق المنزل