سورة التوبة ذلك أنه فرق بين الهمزتين بمدة ثم لين الثانية فبقيت المدة على أصلها .
قوله تعالى إنهم لا أيمان لهم يقرا بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد جمع يمين والحجة لمن كسر أنه أراد مصدر آمن يؤمن إيمانا وإنما فتحت همزة الجمع لثقله وكسرت همزة المصدر لخفته والفتح ها هنا أولى لأنها بمعنى اليمين والعهد أليق منها بمعنى الإيمان .
قوله تعالى أن يعمروا مسجد الله يقرا بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد به المسجد الحرام ودليله قوله تعالى فلا يقربوا المسجد الحرام والحجة لمن جمع أنه أراد جميع المساجد ودليله قوله تعالى إنما يعمر مساجد الله وهذا لا خلف فيه واحتجوا أن الخاص يدخل في العام والعام لا يدخل في الخاص .
قوله تعالى وقالت اليهود عزير بن الله يقرا بالتنوين وتركه فلمن نون حجتان إحداهما أنه وإن كان أعجميا فهو خفيف وتمامه في الابن والأخرى أن يجعل عربيا مصغرا مشتقا وهو مرفوع بالابتداء وابن خبره وإنما يحذف التنوين من الاسم لكثرة استعماله إذا كان الاسم نعتا كقولك جاءني زيد بن عمرو .
فإن قلت كان زيد بن عمرو فلا بد من التنوين لأنه خبر وهذا إنما يكون في الاسم الذي قد عرف بأبيه وشهر بنسبه إليه والحجة لمن برك التنوين أنه جعله اسما أعجميا وإن كان لفظه مصغرا لأن من العرب من يدع صرف الثلاثي من الأعجمية مثل لوط ونوح وعاد .
قوله تعالى يضاهون يقرأ بطرح الهمزة وإثباتها فالحجة لمن همز أنه أتى به على الأصل والحجة لمن ترك الهمز أنه أراد التخفيف فأسقط الياء لحركتها