روي أن معاوية نزل بالأبطح حاجا في خلافته معه زوجته فاخته بنت قرظة والناس يصدرون وإذا برجل قد حف به لفيف من الناس يسألونه عن أشياء أشكلت عليهم من أمر دينهم وذلك الرجل يفتيهم .
فالتفت معاوية إلى بنت قرظة وقال هذا وأبيك الشرف هذا والله شرف الدنيا وشرف الآخرة .
ولقد صدق معاوية في قوله فإن العالم قائم في الأمة مقام الأنبياء وهو سراج الأمة وضياؤها بلا مراء .
يبين لهم الأحكام ويفرق لهم الحلال من الحرام ويخرجهم بفتواه من الآثام ويوضح لهم شرائع الإسلام .
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه لله فيما يرويه عن سهل بن عبد الله التستري C وكان أحد الصالحين المعروفين بالمعارف والكرامات أنه قال من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء عليهم السلام فلينظر إلى مجالس العلماء يجيء الرجل فيقول يا فلان أيش تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا فيقول طلقت امرأته .
وهذا مقام الأنبياء فاعرفوا لهم ذلك .
هذا آخر كلامه C