المفاسد والشبه البدعية لا تحصل إلا بعظمة القائم بذلك في نفوس الناس وكانوا في زمن الصحابة Bهم معظم تعظيمهم إنما هو الدين وسابق الهجرة .
فلما ذهب ذلك القرن الذي صحبوا الرسول وشاهدوا هيبة الوحي والتنزيل حدث من مداخلة فارس والروم ونحوهم من الأغشام الذين داخلوا أهل الإسلام ما تغير بسببه شيء من حسن النظام إذ صاروا لا يعظمون إلا بالصور فتعين تعظيم الصور وتحسين الزي على الوجه الشرعي .
حتى قال الإمام الرافعي C تعالى في كتاب الفتح العزيز في شرح الوجيز لا يجب على الأئمة الإكتفاء بما اكتفى به رسول الله .
والخلفاء الراشدون من بعده Bهم .
قال لأن الناس قد تغيروا بعدوا عن العهد بزمان النبوة الذي كانت النصرة فيه بإلقاء الرعب والهيبة في القلوب .
قال ولو اقتصر الإمام على مثل ذلك اليوم لم يطع .
وتعطلت الأمور فيأخذ لنفسه ما يليق به من الخيل والغلمان والدار الواسعة .
انتهى كلامه C .
فكذلك العالم والمفتي والقاضي ينبغي أن يتخذ كل واحد منهم ما يليق بحاله وحال أمثاله فيوسعوا القميص