على هذين القولين ويلزم في القولين جواز البدل والتأكيد قبل تمام المبدل منه وقبل تمام المؤكد فالقولان عند أهل النظر ناقصان لأن أن من قوله ألم يعلموا أنه لم يتم قبل الفاء فكيف تبدل منها أو تؤكد قبل تمامها وتمامها هو الشرط وجوابه لأن الشرط وجوابه خبر أن ولا يتم إلا بتمام خبرها وقال الأخفش هي في موضع رفع لأن الفاء قطعت ما قبلها مما بعدها تقديره فوجوب النار له وقال علي بن سليمان أن خبر ابتداء محذوف تقديره فالواجب أن له نار جهنم فالفاء في هذين القولين جواب الشرط والجملة خبر أن وقال غيرهما إن أن من فأن مرفوعة بالاستقرار على إضمار مجرور بين الفاء وأن تقديره فله أن له نار جهنم وهو قول الفارسي واختياره .
قوله أن تنزل أن في موضع نصب على حذف حرف الجر تقديره من أن تنزل ويجوز على قياس قول الخليل وسيبويه أن يكون في موضع خفض على ارادة من لأن حرف الجر قد كثر حذفه مع أن فعمل مضمرا ولا يجوز ذلك عندهما مع غير أن لكثرة حذفه مع أن خاصة .
قوله كالذين من قبلكم الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره وعدا كما وعد الذين من قبلكم