( ك ) أخرج البخاري و الترمذي وغيرهما عن ابن عباس قال : ما قرأ رسول الله صلى الله أعليه وسلم على الجن ولا رآهم ولكنه انطلق في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشيطان وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعوا إلى قومهم فقالوا : ما هذأ إلا لشيء قد حدث فاضربوا في مشارق الأرض ومغاربها فانظروا هذا الذي حدث فانطلقوا فانصرف النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله A وهو بنخلة وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا فأنزل الله على نبيه { قل أوحي إلي } وإنما أوحي أليه قول الجن .
وأخرج ابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل بن عبد الله قال : كنت في ناحية ديار عاد إذ رأيت مدينة حجر منقور في وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شبح عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد علي السلام وقال : يا سهل إن الأبدان لا تخلق الشباب وإنما تخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وإن هذه لجبة علي منذ سبعمائة سنة لقيت فيها عيسى ومحمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له : ومن أنت قال : من الذين نزل فيهم { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } وأخرج ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ في العظمة عن كرد بن أبي السائب الأنصاري قال : خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله A فآوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال : عامر الوادي جارك فنادى مناد : لا نراه يا سرحان فأتى الحمل يشتد حتى دخل الغهم وأنزل الله على رسوله بمكة { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن } الأية .
وأخرج ابن سعيد عن أبي رجاء العطاردي من بني تميم قال : بعث رسول الله صلىالله عليه وسلم وقد رعيت على أهلي وكفيت مهنتهم فلما بعث النبي A خرجنا هرابا فأتينا على فلاة من الارض وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا أنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك فقيل لنا : إنما سبيل هذا الرجل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله من أقر بها أمن على دمه وماله فرجعنا فدخلنا في الإسلام قال أبو رجاء إني لأرى هذه الاية نزلت في وفي أصحابي { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } الآية .
وأخرج الخرائطي في كتاب هواتف الجان حدثنا عبد الله بن محمد بم عكير عن سعيد بن جبير أن رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير حدث عن بدء إسلامه قال : إني أسبر برمل عالج ذات ليلةإذ غلبني النوم فنزلت عن راحلهي وأنحتها ونمت وقد تعوذت قبل اليوم فقلت أعوذ بعظم هذا الوادي من الحن فرايتفي مناميرجلا بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أرى شيئا فقلت : هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذاك فانتبهب فرأيت ناقتي تظطرب والتفت وإذا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يدفعه عنه فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ أيتها شئت فداء لناقة جاري الإنس فقام الفتى فأخذ منها ثورا وانصرف ثم التفت إلي الشيخ وقال يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها قال : فقلت له : ومن محمد هذا ؟ قال نبي عربي ولا شرقي ولا غربي بعث يوم الأثنين قلت فأين مسكنه قال : يثرب ذات المخل فركبت راحلتي حين ترقي لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة فرآني رسول الله A فحدثني بحديثي قبل أن أذكر منه شيئا ودعاني إلى الإسلام فأسلمت قال سعيد بن جبير : كنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } .
وأخرج عن مقاتل في قوله { وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا } قال : نزلت في كفار قريش حين منع المطر سبع سنين .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي صالح عن ابن عباس قال : قالت الجن : يا رسول اله ائذن لنا نشهد معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله { وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا } .
وأخرج ابن جبير عم سعيد بن حبير قال : قالت الجن للنبي A : كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون عنك أو كيف نشهد الصلاة ونحن ناءون عنك فنزلت { وأن المساجد لله } .
وأخرج ابن جرير عن حضرمي أنه ذكر أن جنيا من الجن من أشرفهم ذا تبع قال : إنما يريد محمد أن يجيره الله وأنا أجيره فأنزل الله { قل إني لن يجيرني من الله أحد } آلاية