A E وجري النهر مستعار لانتقال السيل تشبيها لسرعة انتقال الماء بسرعة المشي .
والنهر : أخدود عظيم في الأرض يسيل فيه الماء فلا يطلق إلا على مجموع الأخدود ومائه . وإسناد الجري إلى الأنهار توسع في الكلام لأن الذي يجري هو ماؤها وهو المعتبر في ماهية النهر .
وجعل جزاء الجماعة جمع الجنات فيجوز أن يكون على وجه التوزيع أي لكل واحد جنة كقوله تعالى ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ) وقولك : ركب القوم دوابهم ويجوز أن يكون لكل أحد جنات متعددة والفضل لا ينحسر قال تعالى ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .
وجملة ( Bهم ) حال من ضمير ( خالدين ) أي خالدين خلودا مقارنا لرضى الله عنهم فهم في مدة خلودهم فيها محفوفون بآثار رضا الله عنهم وذلك أعظم مراتب الكرامة قال تعالى ( ورضوان من الله أكبر ) ورضا الله تعلق إحسانه وإكرامه لعبده .
وأما الرضى في قوله ( ورضوا عنه ) فهو كناية عن كونهم نالهم من إحسان الله ما لا مطلب لهم فوقه كقول أبي بكر في حديث الغار " فشرب حتى رضيت " وقول مخرمة حين أعطاه رسول الله A قباء " رضي مخرمة " . وزاده حسن وقع هنا ما فيه من المشاكلة .
( ذلك لمن خشي ربه [ 8 ] ) تذييل آت على ما تقدم من الوعد للذين آمنوا والوعيد للذين كفروا بين به سبب العطاء وسب الحرمان وهو خشية الله تعالى بمنطوق الصلة ومفهومها .
والإشارة إلى الجزاء المذكور في قوله ( جزاؤهم عند ربهم ) يعني أن السبب الذي أنالهم ذلك الجزاء هو خشيتهم الله فإنهم لما خشوا الله توقعوا غضبه إذا لم يصغوا إلى من يقول لهم : إني رسول الله إليكم فأقبلوا على النظر في دلائل صدق الرسول فاهتدوا وآمنوا وأما الذين آثروا حظوظ الدنيا فأعرضوا عن دعوة رسول من عند الله ولم يتوقعوا غضب مرسله فبقوا في ضلالهم .
فما صدق ( من خشي ربه ) ( هم المؤمنون ) واللام للملك أي ذلك الجزاء للمؤمنين الذين خشوا ربهم فإذا كان ذلك ملكا لهم لم يكن شيء منه ملكا لغيرهم فأفاد حرمان الكفرة المتقدم ذكرهم وتم التذييل .
وفي ذكر الرب هنا دون أن يقال : ذلك لمن خشي الله تعريض بأن الكفار لم يرعوا حق الربوبية إذا لم يخشوا ربهم فهم عبيد سوء .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة الزلزلة .
سميت هذه السورة في كلام الصحابة سورة ( إذا زلزلت ) روى الواحدي في أسباب النزول عن عبد الله بن عمرو " نزلت إذا زلزلت " وأبو بكر قاعد فبكى الحديث وفي حديث أنس بن مالك مرفوعا عند الترمذي ( إذا زلزلت ) تعدل نصف القرآن وكذلك عنونها البخاري والترمذي .
وسميت في كثير من المصاحف ومن كتب التفسير ( سورة الزلزال ) .
وسميت في مصحف بخط كوفي قديم من مصاحف القيروان ( زلزلت ) وكذلك سماها في الإتقان في السور المختلف في مكان نزولها وكذلك تسميتها في تفسير ابن عطية ولم يعدها في الإتقان في عداد السور ذوات أكثر من أسم فكأنه لم ير هذه ألقابا لها بل جعلها حكاية بعض ألفاظها ولكن تسميتها سورة الزلزلة تسمية بالمعنى لا بحكاية بعض كلماتها .
واختلف فيها فقال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وعطاء والضحاك هي مكية . وقال قتادة ومقاتل : مدنية ونسب إلى ابن عباس أيضا . والأصح أنها مكية واقتصر عليه البغوي وابن كثير ومحمد بن الحسن النيسابوري في تفاسيرهم . وذكر القرطبي عن جابر أنها مكية ولعله يعني : جابر بن عبد الله الصحابي لأن المعروف عن جابر بن زيد أنها مدنية فإنها معدودة في نول السور المدنية فيما روي عن جابر بن زيد . وقال ابن عطية : آخرها وهو ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) الآية نزل في رجلين كانا بالمدينة اه . وستعلم أنه لا دلالة فيه على ذلك .
وقد عدت الرابعة والتسعين في عداد نزول السور فيما روي عن جابر بن زيد ونظمه الجعبري وهو بناء على أنها مدنية جعلها بعد سورة النساء وقبل سورة الحديد .
وعدد آيها تسع عند جمهور أهل العدد وعدها أهل الكوفة ثماني للاختلاف في أن قوله ( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم ) آيتان أو آية واحدة .
أغراضها .
إثبات البعث وذكر أشراطه وما يعتري الناس عند حدوثها من الفزع .
وحضور الناس للحشر وجزائهم على أعمالهم من خير أو شر وهو تحريض على فعل الخير واجتناب الشر .
A E