A E وإضافة ( يوم ) إلى ضمير المخاطبين باعتبار كونهم فيه كقول النبي A في خطبة حجة الوداع " كحرمة يومكم هذه في شهركم هذا في بلدكم هذا " فلإضافة قائمة مقام التعريف ب ( أل ) العهدية .
وجوابهم بحرف ( بلى ) إقرار بإبطال المنفي وهو إتيان الرسل وتبليغهم فمعناه إثبات إتيان الرسل وتبليغهم .
و ( كلمة العذاب ) هي الوعيد به على ألسنة الرسل كما في قول بعضهم في الآية الأخرى ( فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون ) أي تحققت فينا فالتعريف في ( كلمة العذاب ) تعريف الجنس لإضافتها إلى معرفة بلام الجنس أي كلمات .
ومحل الاستدراك هو ما طوي في الكلام مما اقتضى أن تحق عليهم كلمات الوعيد وذلك بإعراضهم عن الإصغاء لأمر الرسل فالتقدير : ولكن تكبرنا وعاندنا فحقت كلمة العذاب على الكافرين وهذا الجواب من قبيل جواب المتندم المكروب فإنه يوجز جوابه ويقول لسائله أو لائمة ( الأمر كما ترى ) .
ولم يعطف فعل ( قالوا ) على ما قبله لأنه جاء في معرض المقاولة كما تقدم غير مرة انظر قوله تعالى ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ) إلى قوله ( قال إني أعلم ما لا تعلمون ) .
وفعل ( قيل ) مبني للنائب للعلم بالفاعل إذ القائل : ادخلوا أبواب جهنم هم خزنتها .
ودخول الباب : ولوجه لوصول ما وراء ه قال تعالى ( ادخلوا عليهم الباب ) أي لجوا الأرض المقدسة وهي أريحا .
والمثوى : محل الثواء وهو الإقامة والمخصوص بالذم محذوف دل عليه ما قبله والتقدير : بئس مثوى المتكبرين جهنم ووصفوا ب ( المتكبرين ) لأنهم أعرضوا عن قبول الإسلام تكبرا عن أن يتبعوا واحدا منهم .
( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين [ 73 ] ) أطلق على تقدمة المتقين إلى الجنة فعل لسوق على طريقة المشاكلة ل ( سيق ) الأول والمشاكلة من المحسنات وهي عند التحقيق من قبيل الاستعارة التي لا علاقة لها إلا المشابهة الجملية عليها مجانسة اللفظ .
وجعلهم زمرا بحسب مراتب التقوى .
والواو في جملة ( وفتحت أبوابها ) واو الحال أي حين جاءوها وقد فتحت أبوابها فوجدوا الأبواب مفتوحة على ما هو الشان في اقتبال أهل الكرامة . ب وقد وهم في هذه الواو بعض النحاة مثل ابن خالويه والحريري وتبعهما الثعلبي في تفسيره فزعموا أنها واو تدخل على ما هو ثامن إما لأن فيه مادة ثمانية كقوله ( ويقولون تسعة وثامنهم كلبهم ) فقالوا في ( وفتحت أبوابها ) جيء بالواو لأن أبواب الجنة ثمانية وإما لأنه ثامن في التعداد نحو قوله تعالى ( التائبون العابدون ) إلى قوله ( والناهون عن المنكر ) فإنه الوصف الثامن في التعداد ووقوع هذه الواوات مصادفة غريبة وتنبه أولئك إلى المصادفة تنبه لطيف ولكنه لا طائل تحته في معاني القرآن بله بلاغته وقد زينه ابن هشام في مغني اللبيب وتقدم الكلام عليها عند قوله تعالى ( التايبون العابدون ( في سورة التوبة وعند قوله ( ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ) في سورة الكهف .
و ( إذا ) هنا لمجرد الزمان غير مضمنة معنى الشرط فالتقدير : حتى زمن مجيئهم إلى أبواب الجنة أي خلتهم الملائكة الموكلون بإحفافهم عند أبواب الجنة كحالة من يهدي العروس إلى بيتها فإذا أبلغها خلى بينها وبين بيتها كأنهم يقولون : هذا منزلكم فدونكموه فتلقتهم خزنة الجنة بالسلام .
و ( طبتم ) دعاء بالطيب لهم أي التزكية وطيب الحالة والجملة إنشاء تكريم ودعاء .
والخلاف بين القراء في ( فتحت ) هنا كالخلاف في نظيره المذكور آنفا .
( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين [ 74 ] ) عطف هذا الكلام يؤذن بأن قولهم ذلك غير جواب لقول الملائكة بل حمدوا الله على مل منحهم من النعيم الذي وعدهم به وإنما وعدهم به بعنوان الأعمال الصالحة فلما كانوا أصحاب الأعمال الصالحة جعلوا وعد العاملين للصالحات وعدا لهم لتحقق المعلق عليه الوعد فيهم .
ومعنى ( صدقنا ) حقق لنا وعده .
A E