وقال جماعة يرث ذوو الأرحام وهم مقدمون على أبناء الأعمام وهذا قول أبي حنيفة وفقهاء الكوفة فتكون هذه الآية مقيدة لإطلاق آية المواريث وقد علمت مما تقدم كله أن في هذه الآيات غموضا جعلها مرامي لمختلف الأفهام والأقوال . وأياما كانت فقد جاء بعدها من القرآن والسنة ما أغنى عن زيادة البسط .
وقوله ( إن الله بكل شيء عليم ) تذييل هو مؤذن بالتعليل لتقرير أولوية ذوي الأرحام بعضهم ببعض فيما فيه اعتداد بالولاية أي إنما اعتبرت تلك الأولوية في الولاية لأن الله قد علم أن لا صرة الرحم حقا في الولاية هو ثابت ما لم يمانعه مانع معتبر في الشرع لأن الله بكل شيء عليم وهذا الحكم مما علم أن إثباته رفق ورأفة بالأمة .
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ سورة التوبة .
سميت هذه السورة في أكثر المصاحف وفي كلام السلف : سورة براءة ففي الصحيح عن أبي هريرة في قصة حج أبي بكر بالناس قال أبو هريرة : فأذن معنا علي بن أبي طالب في أهل منى ببراءة " . وفي صحيح البخاري عن زيد بن ثابت قال " آخر سورة نزلت سورة براءة وبذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه . وهي تسمية لها بأول كلمة منها .
وتسمى سورة التوبة في كلام بعض السلف في مصاحف كثيرة فعن ابن عباس " سورة التوبة هي الفاضحة " وترجم لها الترمذي في جامعه باسم التوبة . ووجه التسمية : أنها وردت فيها توبة الله تعالى عن الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وهو حدث عظيم .
ووقع هذان الاسمان معا في حديث زيد بن ثابت في صحيح البخاري في باب جمع القرآن قال زيد " فتتبعت القرآن حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) حتى خاتمة سورة براءة .
وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف التي رأيناها .
ولهذه السورة أسماء أخر وقعت في كلام السلف من الصحابة والتابعين فروي عن ابن عمر عن ابن عباس : كنا ندعوها " أي سورة براءة " المقشقشة " بصيغة اسم الفاعل وتاء التأنيث من قشقشة إذا أبراه من المرض " كان هذا لقبا لها ولسورة ( الكافرون ) لأنهما تخلصان من آمن بما فيهما من النفاق والشرك لما فيهما من الدعاء إلى الإخلاص ولما فيهما من وصف أحوال المنافقين .
وكان ابن عباس يدعوها " الفاضحة " : قال ما زال ينزل فيها " ومنهم ومنهم " حتى ظننا أنه لا يبقى أحد إلا ذكر فيها .
وأحسب أن ما تحكيه من أحوال المنافقين يعرف به المتصفون بها أنهم المراد فعرف المؤمنون كثيرا من أولئك مثل قوله تعالى ( ومنهم من يقول ائذن ولا تفتني ) فقد قالها بعضهم وسمعت منهم وقوله ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن ) فهؤلاء نقلت مقالتهم بين المسلمين . وقوله ( وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم ) .
وعن حذيفة : أنه سماها سورة العذاب لأنها نزلت بعذاب الكفار أي عذاب القتل والأخذ حين يثقفون .
وعن عبيد بن عمير أنه سماها المنقرة " بكسر القاف مشددة " لأنها نقرت عما في قلوب المشركين " لعله يعني من نوايا الغدر بالمسلمين والتمالي على نقض العهد وهو من نقر الطائر إذا أنفى بمنقاره موضعا من الحصى ونحوه ليبيض فيه " .
وعن المقداد بن الأسود وأبي أيوب الأنصاري : تسميتها البحوث بباء موحدة مفتوحة في أوله وبمثلثة في آخره بوزن فعول بمعنى الباحثة وهو مثل تسميتها " المنقرة " .
وعن الحسن البصري أنه دعاها الحافرة كأنها حفرت عما في قلوب المنافقين من النفاق فأظهرته للمسلمين .
وعن قتادة : أنها تسمى المثيرة لأنها أثارت عورات المنافقين وأظهرتها . وعن ابن عباس أنه سماها المبعثرة لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين أي أخرجتها من مكانها .
وفي الإتقان : أنها تسمى المخزية بالخاء والزاي المعجمة وتحتية بعد الزاي وأحسب أن ذلك لقوله تعالى ( إن الله مخزي الكافرين ) .
وفي الإتقان أنها تسمى المنكلة أي بتشديد الكاف .
وفيه أنها تسمى المشددة .
وعن سفيان أنها تسمى المدمدمة بصيغة اسم الفاعل من دمدم إذا أهلك لأنها كانت سبب هلاك المشركين . فهذه أربعة عشر اسما