ذكركتاب النبى A .
وأورد فيه من حديث الزهري عن ابن السباق عن زيد بن ثابت أنأبا بكرالصديق قال له : وكنت تكتب الوحى لرسول الله A وذكر نحو ما تقدم فى جمعه القرآن وقد تقدم وأورد حديث زيد بن ثابت فى نزول { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } ولم يذكر البخارى أحدا من الكتاب فى هذا الباب سوى زيد بن ثابت وهذا عجب وكأنه لم يقع له حديث يورده سوى هذا والله أعلم وموضع هذا فى كتاب السيرة عند ذكر كتابه E .
ثم قال البخارى C أنزل القرآن على سبعة أحرف .
حدثنا سعيد بن عفير ثنا الليث حدثنى عقيل عن ابن شهاب قال حدثنى عبيد الله بن عبدالله أن عبدالله بن عباس حدثه أن رسول الله A قال [ أقرأنى جبريل عليه السلام على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف ] .
وقد رواه أيضا فى بدء الخلق ومسلم من حديث يونس ومسلم أيضا عن معمر كلاهما عن الزهرى بنحوه ورواه ابن جرير من حديث الزهرى به ثم قال الزهرى : بلغنى أن تلك السبعة الأحرف إنما هى فى الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف فى حلال ولا فى حرام وهذا مبسوط فى الحديث الذى رواه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام حيث قال : .
حدثنا يزيد ويحيى بن سعيد كلاهما عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن أبى بن كعب قال : [ ما حك فى صدرى شىء منذ أسلمت إلا أننى قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتى فقلت : أقرأنيها رسول الله A فقال : يا رسول الله أقرأتنى آية كذا وكذا ؟ قال : نعم وقال الآخر : أليس تقرئنى آية كذا وكذا قال : نعم فقال : إن جبريل وميكائيل أتيانى فقعد جبريل عن يمينى وميكائيل عن يسارى فقال جبريل : أقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل : استزده حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف كاف شاف ] .
وقد رواه النسائى من حديث يزيد - وهو ابن هارون - ويحيى بن سعيد القطان كلاهما عن حميد الطويل عن أنس عن أبى بن كعب بنحوه وكذا رواه ابن أبى عدى ومحمود بن ميمون الزعفراني ويحيى بن أيوب كلهم عن حميد به وقال ابن جرير ثنا محمد بن مرزوق ثنا أبو الوليد ثنا .
حماد بن سلمة بن حميد عن أنس بن عبادة بن الصامت عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله A : [ أنزل القرآن على سبعة أحرف ] فأدخل بينهما عبادة بن الصامت وقال الإمام أحمد بن حنبل C : .
ثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبى خالد حدثنى عبدالله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبى بن كعب قال : [ كنت فى المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخرفقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فقمنا جميعا فدخلنا على رسول الله A فقلت : يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل هذا فقرأ سوى قراءة صاحبه فقال لهما النبى A : ] اقرءا - فقرءا فقال - أصبتما [ فلما قال لهما النبي A الذى قال كبر على ولا إذا كنت فى الجاهلية فلما رأى الذي غشينى ضرب فى صدرى ففضت عرقا وكأنما أنظر إلى الله فرقا فقال : يا أبى إن الله أرسل إلى أن اقرأ القران على حرف فرددت إليه أن هون على أمتى فأرسل إلى أن أقرأ على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتى فأرسل ن أقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة مسألة تسألينها - قال - قلت : اللهم اغفر لأمتى اللهم اغفر لأمتى وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام ] وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبى خالد به .
وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ثنا محمد بن تفضيل عن اسماعيل بن أبى خالد عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن جده عن أبى بن كعب قال : قال رسول الله A : .
[ إن الله أمرنى أن اقرأ القرآن على حرف واحد فقلت : رب خفف عن أمتى فقال : اقرأه على حرفين فقلت : رب خفف عن أمتى فأمرنى أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف ] .
وقال ابن جرير : حدثنى يونس عن ابن وهب أخبرنى هشام بن سعد عن عبيد الله ابن عمر عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبى بن كعب أنه قال : [ سمعت رجلا يقرأ فى سورة النحل قراءة تخالف قراءتى ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك فانطلقت بهما إلى رسول الله A فقلت : إنى سمعت هذين يقرآن فى سورة النحل فسألتهما من أقرأهما ؟ فقالا : رسول الله A فقلت : لأذهبن بكما إلى رسول الله A إذ خالفتما ما أقرأنى رسول الله فقال رسول الله A لأحدهما : أقرأ - فقرأ فقال - أحسنت - ثم قال للآخر اقرأ - فقرأ - فقال - أحسنت قال أبى : فوجدت فى نفسى وسوسة الشيطان حتى احمر وجهى فعرف ذلك رسول الله A فى وجهى فضرب يده فى صدرى ثم قال : اللهم أخسىء الشيطان عنه يا أبى أتانى آت من ربى فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد فقلت : رب خفف عن أمتى ثم أتانى الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت : رب خفف عن أمتى ثم أتانى الثالثة فقال مثل ذلك وقلت مثل ذلك ثم أتانى الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف ولك بكل ردة مسألة - فقال - يارب اللهم اغفر لأمتى يارب اغفر لأمتى واختبأت الثالثة شفاعة لأمتى يوم القيامة ] اسناد صحيح .
قلت : وهذا الشك الذى حصل لأبى فى تلك الساعة هو - والله أعلم - السبب الذى لأجله قرأ عليه رسول الله قراءة اعلام وابلاغ ودواء لما كان حصل له سورة { لم يكن } إلى آخرها لاشتمالها على قوله تعالى .
{ رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة } وهذا نظير تلاوته سورة الفتح حين أنزلت مرجعه من الحديبية على عمر بن الخطاب وذلك لما كان تقدم له من الأسئلة لرسول الله A ولأبى بكر الصديق وفيها قوله تعالى { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين } وقال ابن جرير : .
ثنا محمد بن مثنى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن أبى ليلى عن أبى بن كعب [ أن رسول الله كان عند أضاة بنى غفار فأتاه جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف قال : أسأل .
الله معافاته ومغفرته فإن أمتى لا تطيق ذلك قال : ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين قال : أسأل الله معافاته ومغفرته ان أمتى لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال : أسأل الله معافاته ومغفرته إن أمتى لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا ] .
وأخرجه مسلم و أبو داود والنسائى من رواية شعبة به .
وفى لفظ لأبى داود عن أبى بن كعب قال : قال لرسول الله A : [ إنى اقرئت القرآن فقيل : على حرف أو حرفين ؟ فقال الملك الذى معى : قل على حرفين فقيل لى : على حرفين أو ثلاثة ؟ فقال الملك الذى معى : قل على ثلاثة حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال : ليس منها الا شاف كاف ان قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تخلط آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب ] .
وقد روى ثابت بن قاسم نحوا من هذا عن أبى هريرة عن النبي صلى اله عليه وسلم ومن كلام ابن مسعود نحو ذلك .
وقال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن على الجعفى عن زائدة عن عاصم عن زر عن أبى قال : لقى رسول الله A جبريل عند أحجار المرا فقال رسول الله A لجبريل : .
[ إنى بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ ( الفاني ) والعجوز الكبيرة والغلام فقال : مرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف ] وأخرجه الترمذى من حديث عاصم بن أبى النجود عن زر عن حذيفة أن رسول الله A لقى جبريل عند احجار المرا فذكر الحديث والله أعلم وهكذا رواه أحمد عن خالد عن حماد عن عاصم عن زر عن حذيفة أن رسول الله A قال : [ لقيت جبريل عندأحجار المرا فقلت يا جبريل انى أرسلت أمة أمية الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ ( الفانى ) الذي لم يقرأ كتابا قط فقال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ] .
وقال أحمد أيضا : ثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن ربعي ابن خراش قال : حدثنى من لم يكذبنى - حذيفة - [ قال : لقى النبى A عند أحجار المرا فقال : ان أمتك يقرءون القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ منهم فليقرأ كما علم ولا يرجع عنه ] وقال عبد الرحمن : [ إن من أمتك الضعيف فمن قرأعلى حرف فلا يتحول عنه إلى غيره رغبة عنه ] هذا إسناد صحيح ولم يخرجوه .
( حديث آخر ) فى معناه عن سليمان بن صرد : قال ابن جرير : ثنا إسماعيل بن موسى السدى ثنا شريك عن أبى إسحاق عن سليمان بن صرد يرفعه قال : .
[ أتانى ملكان فقال أحدهما : اقرأ قال : على كم ؟ قال : على حرف قال : زده حتى انتهى إلى سبعة أحرف ] .
ورواه النسائى فى اليوم والليلة عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام عن اسحاق الأزرق عن العوام بن حوشب عن أبى إسحاق عن سليمان ابن صرد قال : أتىأبى ابن كعب رسول الله A برجلين اختلفا فى القراءة فذكر الحديث .
وهكذا رواه أحمد بن منيع عن يزيد بن هارون عن العوام عن أبى اسحاق عن سليمان بن صرد عن أبى أنه أتى النبي A برجلين فذكره .
وقال ابن جرير : ثنا أبو كريب ثنا يحيي بن آدم ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن فلان العبدى - قال ابن جرير : ذهب عنى اسمه - عن سليمان بن صرد عن أبى بن كعب قال [ : رحت إلى المسجد فسمعت رجلا يقرأ فقلت : من أقرأك ؟ قال : رسول الله A فانطلقت به إلى رسول الله A فقلت : استقرىء هذا قال : فقرأ فقال : أحسنت قال : قلت : إنك اقرأتنى كذا وكذا فقال : وأنت قد أحسنت قال : فقلت : قد أحسنت قد أحسنت قال : فضرب بيده على صدرى ثم قال : ] اللهم أذهب عن أبى الشك [ قال : ففضت عرقا وامتلأ جوفى فرقا قال الآخر : زده قال : قلت زدنى فقال : اقرأه على حرفين حتى بلغ سبعة أحرف اقرأه على سبعة أحرف ] .
وقد رواه أبو عبيد عن حجاج عن إسرائيل عن أبى اسحاق عن سقير العبدى عن سليمان بن صرد عن أبي عن النبي A بنحو ذلك .
ورواه أبو داوود عن أبى الوليد الطيالسى عن همام عن قتادة عن يحيى بن عمر عن سليمان بن صرد عن أبى بن كعب بنحوه .
فهذا الحديث محفوظ من حيث الجملة عن أبى ابن كعب والظاهر أن سليمان بن صرد الخزاعى شاهد ذلك والله أعلم .
( حديث آخر عن أبى بكرة ) - قال الإمام أحمد : ثنا عبد الرحمن عفان بن مهدى عن حماد بن سلمة عن على بن زيد عن عبد الرحمن ابن أبى بكرة عن أبيه عن النبي A قال : [ أتانى جبريل وميكائيل عليهما السلام فقال جبريل : اقرأ القرآن على حرف واحد فقال ميكائيل : استزده قال : اقرأ القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة ] وهكذا رواه ابن جرير عن أبى كريب عن زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة به وزاد فى آخره كقولك : هلم وتعال .
( حديث آخر عن سمرة ) - قال الإمام أحمد : ثنا بهز - وعفان كلاهما عن حماد بن سلمة أنا قتادة عن الحسن عن سمرة أن رسول الله A قال : [ أنزل القرآن على سبعة أحرف ] إسناد صحيح ولم يخرجوه ( حديث آخر عن أبى هريرة ) - قال الإمام أحمد : .
ثنا أنس بن عياض حدثنى أبو حازم عن أبى سلمة لا أعلمه إلا عن أبى هريرة أن رسول الله A قال : .
[ نزل القرآن على سبعة أحرف المراء فى القرآن كفر - ثلاث مرات - فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه ] رواه النسائى عن قتيبة عن أبي ضمرة أنس بن عياض به .
( حديث آخر عن أم أيوب ) - قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان عن عبيد الله - وهو ابن أبى يزيد - عن أبيه عن أم أيوب - يعنى امرأة أبى أيوب الأنصارية - أن رسول الله A قال : .
[ أنزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أجزاك ] .
وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة .
( حديث آخر عن أبى جهم ) - قال أبوعبيد : ثنا إسماعيل بن جعفر عن يزيد ابن خصيفة عن مسلم بن سعيد مولى الحضرمى - وقال غيره عن بسر بن سعيد - عن أبى جهم الأنصارى أن رجلين اختلفا فى آية من القرآن كلاهما يزعم أنه تلقاها من رسول الله A فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله A فذكر أبو جهم أن رسول الله A قال : .
[ إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فلا تماروا فإن مراء فيه كفر ] .
وهكذا رواه أبو عبيد على الشك وقد رواه الإمام أحمد على الصواب فقال : حدثنا أبو سلمة الخزاعى ثنا سليمان بن بلال حدثنى يزيد بن خصيفة أخبرني بسر بن سعيد حدثنى أبو جهم [ أن رجلين اختلفا فى آية من القرآن قال هذا : تلقيتها من رسول الله A وقال هذا : .
تلقيتها من رسول الله A فسألا النبي A فقال : القرآن يقرأ على سبعة أحرف فلا تماروا فى القرآن فإن مراء في القرآن كفر ] وهذا إسناد صحيح أيضا ولم يخرجوه .
ثم قال أبو عبيد : ثنا عبد بن صالح عن الليث عن يزيد بن الهاد عن محمد بن ابراهيم عن بسر بن سعيد عن أبى قيس مولى عمرو بن العاص [ أن رجلا قرأ آية من القرآن فقال عمرو - يعنى بن العاص - : إنما هى كذا وكذا بغير ما قرأ الرجل فقال الرجل : هكذا أقرأنيها رسول الله A فخرجا الى رسول الله A حتى أتياه فذكرا ذلك له فقال رسول الله A إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فأى ذلك قرأتم أصبتم فلا تماروا فى القرآن فإن مراء فيه كفر ] .
ورواه الإمام أحمد عن أبى سلمة الخزاعى عن عبدالله بن جعفر عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن بسر بن سعيد عن أبى قيس مولى عمرو بن العاص به نحوه فإن المراء فيه كفر إنه الكفر به .
وهذا أيضا جيد ( حديث آخرعن ابن مسعود ) - قال ابن جرير : ثنا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرنى حيوة بن شريح عقيل بن خالد عن سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبى A أنه قال : .
[ كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف : زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا : آمنا به كل من عند ربنا ] .
ثم رواه عن أبى كريب عن المحاربى عن ضمرة بن حبيب عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود من كلامه وهو أشبه والله أعلم .
فصل .
قال أبو عبيد : قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة الا حديثا واحدا يروى عن سمرة ) ( ما ) حدثنى عفان عن حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبى A قال : .
[ نزل القرآن على ثلاثة أحرف ] .
قال أبو عبيد : ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنهاالمشهورة وليس معنى تلك ( السبعة ) أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه وهذا شيءغير موجود ولكنه عندنا أنه نزل على .
سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب - فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة أخرى والثانى بلغة أخرى سوى الأولى والثالثة بلغة أخرى سواهما كذلك إلى السبعة وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض وذلك بين فى أحاديث تترى .
قال : وقد روى الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجرمن هوازن قال أبوعبيد والعجر هم بنوا أسعد بن بكر وخيثم بن بكرونصر بن معاوية وثقيف وهم علياء هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء أفصح العرب علياء هوازن وسفلى تميم يعنى بنى دارم ولهذا قال عمر : لا يملى فى مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف قال ابن جرير : واللغتان الآخرتان قريش وخزاعه رواه قتادة عن ابن عباس ولكن لم يلقه .
قال أبوعبيد : ثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه كان يسئل عن القرآن فينشد فيه الشعر .
قال أبوعبيد : يعنى أنه كان يستشهد به على التفسير .
وحدثنا هشيم عن أبى بشر عن سعيد أو مجاهد عن ابن عباس فى قوله : { والليل وما وسق } قال : ما جمع أنشد : قد اتسقن لو يجدن سائقا .
حدثنا هشيم : أنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس فى قوله تعالى { فإذا هم بالساهرة } قال : الأرض قال : وقال ابن عباس : قال أمية بن أبى الصلت .
عندهم لحم بحر ولحم ساهرة .
حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن ابراهيم بن مهاجر عن ابن عباس قال : كنت لا أدرى ما فاطر السموات والأرض ؟ حتى أتانى أعرابيان يختصمان فى بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها أنا ابتدأتها إسناد جيد أيضا .
وقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبرى C بعد ما أورد طرفا مما تقدم : وصح وثبت أن الذى نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون الجمع إذ كان معلوما أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه .
ثم قال : وما برهانك على ما قلته دون .
أن يكون معناه ما قاله مخالفوك من أنه نزل بأمر وزجر وترغيب وترهيب وقصص ومثل ونحو ذلك من الأقوال فقد علمت قائل ذلك عن سلف الأئمة وخيار الأئمة ؟ قيل له : إن الذين قالوا ذلك لم يدعوا أن تأويل الأخبار التى تقدم ذكرها هو ما زعمت أنهم قالوه فى الأحرف السبعة التى نزل بهاالقرآن دون غيره فيكون ذلك لقولنا مخالفا وإنما أخبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه والذى قالوا من ذلك كما قالوا وقد روينا .
بمثل الذى قالوا من ذلك عن رسول الله A وعن جماعة من الصحابة من أنه نزل من سبعة أبواب الجنة كما تقدم يعنى كما تقدم فى رواية أبى بن كعب وعبدالله بن مسعود أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة .
قال ابن جرير : والأبواب السبعة من الجنة هى المعانى التى فيها من الأمر والنهى والترغيب والترهيب والقصص والمثل التى إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهى استوجب به الجنة ثم بسط القول فى هذا بما حاصله أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف .
ثم لما رأى الامام أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه إختلاف الناس فى القراءة وخاف من تفرق كلمتهم جمعهم على حرف واحد وهو هذا المصحف الإمام قال : واستوسقت له الأمة على ذلك بل أطاعت ورأت أن فيما فعله الرشد والهداية وتركت القراءة بالأحرف الستة التى عزم عليها إمامها العادل فى تركها طاعة منها له ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها حتى درست من الأمة معرفتها وانعفت آثارها فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها - إلى أن قال : فإن قال من ضعفت معرفته : وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله A وأمرهم بقراءتها ؟ قيل ان أمره أياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض وإنما إباحة ورخصة لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العمل بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من تقوم بنقله الحجة ويقطع خبره العذر ويزيل الشك من قراءة الأمة وفى تركهم نقل ذلك في كذلك أوضح دليل على أنهم كانوا فى القراءة بها مخيرين - إلى أن قال - فأما ما كان ممن اختلاف القراءة فى رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فعن معنى قول النبى A [ أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف ] بمعزل لأن المراء فى مثل هذا ليس بكفر فى قول أحد من علماء الأمة وقد أوجب A بالمراء فى الأحرف السبعة الكفر كما تقدم .
الحديث الثانى .
قال البخارى C : .
ثنا سعيد بن عفير ثنا الليث حدثنى عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرنى عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارى حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول : [ سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان فى حياة النبى A فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله A فكدت أساوره فى الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت : من أقرأك هذه السورة التى سمعتك تقرأ ؟ قال : اقرأنيها رسول الله A فقلت : كذبت فإن رسول الله A قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله A فقلت : إنى سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله A : أرسله ] .
[ اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التى سمعته يقرأ فقال A : كذلك أنزلت ثم قال : اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التى أقرأنى فقال رسول الله A : كذلك أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ماتيسر منه ] .
وقد رواه الإمام أحمد والبخارى أيضا ومسلم وأبوداود والنسائى والترمذى من طرق عن الزهرى ورواه الإمام أحمد أيضا عن ابن مهدى عن مالك عن الزهرى عن عروة عن عبدالرحمن بن عبد ( القارئ ) عن عمر فذكر الحديث بنحوه .
وقد قال الإمام أحمد : .
ثنا عبد الصمد ثنا حرب بن ثابت ثنا إسحاق بن عبد الله ابن أبى طلحة عن أبيه عن جده قال : [ قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال : قرأت على رسول الله فلم يغير على قال : فاجتمعنا عند النبي A فقرأ الرجل على النبى A فقال له : قد أحسنت قال : فكأن عمر وجد من ذلك فقال رسول ال A له يا عمر إن القرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة ومغفرة عذابا ] وهذا إسناد حسن و حرب بن ثابت هذا يكنى بأبى ثابت لانعرف أحدا جرحه