نسيان القرآن وهل يقول نسيت آية كذا وكذا ؟ .
وقول الله { سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله } حدثنا الربيع بن يحيى ثنا زائدة ثنا هشام عن عروة عن عائشة قالت : [ لقد سمع النبى A رجلا يقرأ فى المسجد فقال : C لقد أذكرنى أية كذا وكذا من سورة كذا ] انفرد به وحدثنا محمد بن عبيد ابن ميمون ثنا عيسى بن يونس عن هشام وقال : [ أسقطتهن من سورة كذا وكذا ] انفرد به أيضا تابعه على بن مسهر وعبدة عن هشام وقد أسندهما البخارى فى موضع آخر ومسلم معه فى عبدة حدثنا أحمد بن أبى رجاء ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : [ سمع رسول الله A رجلا يقرأ فى سورة بالليل فقال : يC لقد أذكرنى كذا وكذا أية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا ] ورواه مسلم من حديث أبى أسامة حماد بن أسامة .
( الحديث الثانى ) حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن أبى وائل عن عبدالله رضى الله عنه قال : قال رسول الله A : [ بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت كيت وكيت بل هو نسى ] ورواه مسلم والنسائى من حديث منصور به وقد تقدم وفى مسند أبى يعلى إنما هو نسى بالتخفيف هذا لفظه وفى هذا الحديث والذى قبله دليل على أن حصول النسيان للشخص ليس بنقص له إذا كان بعد الاجتهاد والحرص وفى حديث ابن مسعود أدب فى التعبير عن حصول ذلك فلا يقول نسيت كذا فإن النسيان ليس من فعل العبد وقد تصدر عنه أسبابه من التناسى والتغافل والتهاون المفضى إلى ذلك فأما النسيان نفسه فليس بفعله ولهذا قال بل هو نسى مبنى لما لم يسم فاعله وأدب أيضا فى ترك إضافة ذلك إلى الله تعالى وقد أسند النسيان إلى العبد فى قوله تعالى : { واذكر ربك إذا نسيت } وهو - والله أعلم - من باب المجاز الشائع بذكر المسبب وإرادة السبب لان النسيان عن سبب قد يكون ذنبا كما تقدم عن الضحاك بن مزاحم فأمر الله تعالى بذكره ليذهب الشيطان عن القلب كما يذهب عند النداء بالأذان والحسنة تذهب السيئة فإذا زال السبب للنسيان انزاح فحصل الذكر للشىء بسبب ذكر الله تعالى والله أعلم