- حديث الإمارة .
وبه ( عن الهيثم عن الحسن ) أي البصري فإنه المراد إذا أطلق عند المحدثين ( عن أبي ذر ) سبق ذكره ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا أبا ذر الإمرة ) بكسر الهمزة : الإمارة والحكومة ( أمانة ) أي عظيم حيث يتعلق بها حقوق الله وحقوق عباده ( فإتيانه فيها خير ) ولعل هذا هو المعنى لقوله تعالى : { إنا عرضنا الأمانة } ( 1 ) الآية . ويؤيده قوله E : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " نعم يتفاوت مراتب الرعاء ( وهي ) أي قبول هذه الأمانة الكبرى ( يوم القيامة ) وهي موقف الحساب والعذاب ( خزي ) أي فضيحة ( وندامة ) أي ليس فيها منفعة ( إلا من أخذها من حقها ) أي على وجه استحقاقها علما وحلما لا تسلطا وظلما ( وأدى الذي عليه ) أي من الواجب في حكومته عن العدالة ( وأنى ذلك ) استفهام استبعاد أي يستبعد وجود ذلك غالبا فيها هنالك فعلى العاقل أن لا يرمي نفسه في المهالك .
( وفي رواية عن أبي حنيفة عن أبي عسال ) بفتح العين وتشديد السين ( عن الحسن عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لي : الإمرة أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها من حقها وأدى الذي عليه وأنى ذلك يا أبا ذر ) .
والحديث بعينه إلا باختلاف تقديم يا أبا ذر وتأخره وهذا يدل على كمال ضبط الإمام وحفظه في اختلاف المتن وتعدد الإسناد فعلم أنه خير أمة عالم واحد في إيراد المراد .
_________ .
( 1 ) الأحزاب 72