- حج الحائض .
وبه : ( عن الهيثم عن رجل عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قدمت ) مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( عام الفتح وهي متمتعة ) أي ناوية للعمرة في أشهر الحج ( وهي حائض ) أي فلم تقدر أن تطوف لعمرتها ( فأمرها النبي صلى الله عليه وسلّم ) أي برفض العمرة بالشروع في إحرام الحج ( فرفضت عمرتها ) أي فتركت أعمالها فاستقبلت بأعمال الحج وذبحت لرفضها كما سيأتي في الحديث الذي يليه .
وفي المواهب اللدنية لما نزل صلى الله عليه وسلّم بسرف خرج إلى أصحابه فقال : من لم يكن معه هدي وأحب أن يجعلها عمرة فليفعل - ومن كان معه هدي فلا . وحاضت عائشة فخرج عليها صلى الله عليه وسلّم وهي تبكي فقال : ما يبكيك يا هنتاه ؟ قالت : سمعت قولك لأصحابك فطمثت العمرة قال : وما شأنك ؟ قالت : لا أصلي قال : فلا يضرك إنما أنت امرأة من بنات آدم كتب الله عليك ما كتب عليهن فكوني في حجك فعسى الله أن يرزقكيها أي العمرة رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي .
وفي رواية قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا يذكر إلا الحج حين جئنا بسرف فطمثت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنا أبكي فقال : ما يبكيك ؟ فقالت : والله إني لوددت أني لم أكن خرجت العام فقال : مالك لعلك نفثت أي حضت قلت : نعم قال : هذا شيء كتبه الله على ابن آدم فافعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري " الحديث " .
وقد اختلف فيما أحرمت به عائشة كما اختلف هل كانت متمتعة أم مفردة ؟ أم قارنة ؟ وإذا كانت متمتعة فقيل إنها أولا أحرمت بالحج هو ظاهر الحديث لكن في حجة الوداع من المغازي عند البخاري من طريق هشام بن عروة عن أبيه قالت : وكنت فيمن أهل بعمرة وزاد أحمد من وجه آخر ولم أسق هديا وهذا يقوي قول الكوفيين أن عائشة تركت العمرة وحجت مفردة وتمسكوا في ذلك بقوله E لها : " دعي عمرتك " .
وفي رواية : ارفضي عمرتك لمسلم أمسكي أي عن عمرتك .
وفي رواية : اقضي عمرتك وقد استدل الكوفيون بذلك على أن للمرأة إذا أهلت بالعمرة متمتعة فحاضت قبل أن تطوف أن تترك العمرة وتهل بالحج مفردة كما صنعت عائشة .
وبه : ( عن الهيثم عن رجل عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذبح لرفضها العمرة بقرة ) وهذا زيادة خير منها وإلا كان ذبح الشاة تكفيها