وذكر الحافظ النيسابوري أن رجلا جاء إلى الإمام فقال لا أدري أطلقت امرأتي أم لا قال : لا عليك حتى تتيقن بالطلاق ثم سأل الثوري فقال : لا تضرك الرجعة فسأل عن ( 1 ) شريك قال : طلقها ثم أرجعها فجاء إلى زفر وحكى له الأقاويل فقال : أما الإمام فقد أفتى بالفقه والثوري بالورع وأما شريك بالعقل فأضرب لكم مثلا : إن رجلا شك أنه هل أصاب ثوبه نجس أم لا فقال الإمام : لا عليك قبل العلم بالنجاسة وأما الثوري فقال لو غسلته لا عليك وأما شريك قال : بل عليك ثم اغسله .
( قال ) أي زفر ( سمعت أبا حنيفة يقول ) جملة حالية أي ( سمعت حمادا ) أي ابن أبي سليمان ( يقول كنت ) أي أنت ( إذا نظرت إلى إبراهيم ) أي النخعي وكذا غيرك بدليل قوله ( فكل من رأى هديه ) بفتح فسكون أي سمته في طريقه بدليل قوله ( وسيرته ) في متابعة شريعة وحقيقة ( يقول : كان هديه هدي علقمة ويقول ) أي إبراهيم ( من هدي علقمة كان هديه هدي عبد الله ) أي ابن مسعود ( يقول : ) أي علقمة ( من رأى هدي عبد الله ( 2 ) كان هديه هدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) لكثرة متابعة في أقواله وأفعاله وسائر أحواله الموجبة لكماله في عاجله ومآله .
_________ .
( 1 ) لعلها زائدة .
( 2 ) روى البخاري عن حذيفة قال : إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلّم لابن أم عبد حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا . والمراد من ابن أم عبد : عبد الله بن مسعود لأن أمه تكنى أم عبد