ولما كان الكفر الشرعي لا يعتبر إلا بعد البلوغ باختياره ( قيل : ) أي قال بعض الصحابة : ( فمن مات صغيرا يا رسول الله ) أي ما حكمه ؟ هل يعد مؤمنا يدخل دار الثواب أو كافرا يدخل دار العقاب ؟ ( قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ) وقد روى صدر الحديث أصحاب الكتب الستة وغيرهم عن الأسود ابن سريع ولفظه : " كل مولود يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .
وفي رواية الشيخين عن عائشة : " ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .
وفي رواية لهما عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن ذراري المشركين قال : الله أعلم بما كانوا عاملين أي الله أعلم بما هم صائرون إليه من دخول الجنة أو النار .
وقد اختلف العلماء في ذلك .
فقيل : إنهم من أهل النار تبعا للأبوين في العقبى كما في حكم الدنيا وقيل : من أهل الجنة نظرا إلى أصل الفطرة وقيل : خدام أهل الجنة .
وبه ورد أحاديث في السنة وقيل : من علم الله منه أنه يؤمن ويموت عليه إن عاش أدخله الجنة ومن علم منه أنه يكفر أدخله النار .
وقيل بالتوقف لعدم القطع بشيء من أمرهم وهو منسوب إلى أبي حنيفة وقيل : عليه أكثر أهل السنة وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في المرقاة شرح المشكاة