وبه ( عن عطاء أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم حدثوه ) أي أخبروه ( أن عبد الله بن رواحة ) بفتح الراء الأنصاري الخزرجي أحد النقباء شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد بعدها إلا الفتح وما بعده فإنه قتل يوم مؤتة شهيدا أميرا وفيها سنة ثمان وهو أحد الشعراء المحسنين .
وروى عنه ابن عباس وغيره ( كانت له راعية ) جارية ( ترعى ) تتعاهد ( غنمه ) أي تراعيها ( وأنه ) أي ابن رواحة ( أمرها تعاهد شاة ) وفي نسخة بحرف الجر والإضافة أي بمحافظة شاة مخصوصة من بين الغنم فتعاهدتها ( حتى سمنت الشاة واشتغلت الراعية ببعض الغنم ) أي بتعهيد غيرها ( فجاء الذئب فاختلس ) أي اختف ( الشاة المعهودة وقتلها فجاء عبد الله ) أي ابن رواحة ( وفقد الشاة ) أي تفقدها فما وجدها ( فأخبرته الراعية بأمرها فلطمها ) أي ضرب بكفه على وجهها ( ثم ندم على ذلك ) أي على فعله بها ( فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فعظم النبي صلى الله عليه وسلّم ذلك ) أي الفعل الذي صدر منه من غير جرم بها هنالك . ( وقال : ضربت وجه مؤمنة ) أي لطمت وجه نفس مؤمنة من غير موجبة ( فقال : إنها سوداء لا علم لها ) بالله وإيمانها ( فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلّم ) أي فأتته ( فسألها : أين الله ) أي أين معبود هو إلهك منسوب إلى أين أهو من آلهة الأرض أو الذي في السماء أمره وفي الأرض حكمه كما قال تعالى : { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } ( 1 ) وقال D { وهو الله في السماوات وفي الأرض } ( 2 ) أولا سبحانه منزه عن المكان والزمان وسائر حوادث الدوران ( قال : ) أي النبي صلى الله عليه وسلّم : ( فمن أنا قالت رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : إنها مؤمنة فأعتقها ) أمر ندب ( فعتقها ) أي كفارة لما صدر عنه .
_________ .
( 1 ) الزخرف 84 .
( 2 ) الأنعام 3