وبه ( عن حماد عن إبراهيم قال : كان عبد الله بن مسعود ) ويكنى أبا عبد الرحمن ( وحذيفة بن اليمان وأبو موسى ) أي الأشعري ( وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم اجتمعوا في منزل ) أي لأحدهم او لغيرهم ( فأقيمت الصلاة فجعلوا يقولون : تقدم يا فلان ) كناية عن اسم لصاحب المنزل ( فأبى ) أي امتنع من التقديم عليهم ( فقال : ) أي لابن مسعود ( تقدم أنت يا أبا عبد الرحمن ) وخص لأنه كان أفضلهم فقد قيل إنه أفقه الصحابة بعد الخلفاء الأربعة وقد ورد اجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم كما رواه الدارقطني والبيهقي عن ابن عمر ( فتقدم ) أي للإمامة ( فصلى بهم صلاة خفيفة ) أي غير طويلة ثقيلة ( وجيزة ) صفة كاشفة ( أتم الركوع والسجود ) أي في صلاته ( فلما انصرف ) أي بالسلام ( قال القوم ) شهادة في حقه ( لقد حفظ أبو عبد الرحمن ) أي ابن مسعود ( صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) .
وقد روى مالك والبخاري وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة مرفوعا : إذا صلى أحدكم الناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء