3860 - ان لله تسعة وتسعين اسما الخ قال الامام أبو القاسم القيشيري فيه دليل على ان الاسم هوالمسمى إذ لو كان غيره لكانت الأسماء لغيره لقوله تعالى ولله الأسماء الحسنى قال الخطابي وغيره وفيه دليل على ان اشهر أسمائه تعالى الله لاضافة هذه الأسماء اليه وقد روى ان الله هو اسمه الأعظم قال أبو القاسم الطبري واليه ينسب كل اسم له فيقال الرؤوف الكريم من أسماء الله تعالى ولا يقال من الرؤوف أو الكريم الله واتفق العلماء على ان هذا الحديث ليس فيه حصر لاسمائه سبحانه تعالى فليس معناه انه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين نوانما مقصود الحديث ان لهذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة فالمراد الاخبار عن دخول الجنة باحصائها لا الاخبار بحصر الأسماء ولهذا جاء في الحديث الاخر أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن العربي المالكي عن بعضهم انه قال لله تعالى الف اسم قال بن العربي وهذا قليل فيها وأما تعيين هذه الأسماء فقد جاء في الترمذي وغيره وفي بعض اسمائها خلاف وقيل انها مخفية التعيين كالاسم الأعظم وليلة القدر ونظائرها نووي 7 قوله ان لله تسعة وتسعين فإن قلت ما وجه حصر الأسماء في التسعة والتسعين والافعال والاضافات والسلوب أكثر من ذلك قلنا أسماء الله توقيفية على المذهب المختار ولعل التوقيف ورد بهذه الاسمامي وهذا الجواب غير مرضي لأن التوقيف ورد باسامي سواها فالحق في الجواب ان الحديث الوارد في الحصر يشمل على قضية واحدة لا على قضيتين فينحصر أسماء الله تعالى في هذا العدد باعتبار هذه الخاصة المذكورة وهي ان من أحصاها دخل الجنة كالملك الذي له الف عبد مثلا فيقول القائل ان للملك تسعا وتسعين عبدا من استظهر بهم لم يقادمه الأعداء فيكون التخصيص لاجل حصول الاستظهار بهم اعلم ان أسماء الله تعالى توقيفية بمعنى انه لا يجوز ان يطلق اسم ما لم يأذن له الشرع وإنكان الشرع قد ورد بإطلاق ما يرادفه واليه ذهب الأشعري وقالت المعتزلة والقاضي أبو بكر الباقلاني ان ذلك جائز بطريق العقل فما يجوز العقل اتصافه سبحانه به جاز التسمية به الا ما منع الشرع من ذلك أو شعر بنقص لمعات مختصرا .
3861 - انه وتر يحب الوتر قال النووي الوتر الفرد ومعناه في حق الله تعالى الواحد الذي لا شريك له ولا نظير ومعنى يحب الوتر تفضيل الوتر في الأعمال وكثير من الطاعات فجعل الصلاة خمسا و والطهارة ثلاثا والطواف سبعا والسعي سبعا ورمى الجمار سبعا وأيام التشريق ثلاثا والاستنجاء ثلاثا وكذا الاكفان وفي الزكاة خمسة أوسق وخمس أواق من الورق ونصاب الإبل وغير ذلك وجعل كثيرا من عظيم مخلوقاته وتزامنها السماوات والارضون والبحار وأيام الاسبوع وغير ذلك وقيل ان معناه منصرف الى صفة من يعبد الله بالوحدانية والتفرد مخلصا له انتهى 2 قوله من حفظها دخل الجنة وفي الرواية السابقة من أحصاها قال النووي واختلفوا في المراد باحصائها فقال البخاري وغيره من المحققين معناه حفظها وهذا هو الأظهر لأنه جاء مفسرا في هذه الرواية من حفظها وقيل احصائها عدها في الدعاء بها وقيل اطاقها أي أحسن المراعاة لها والمحافظة على ما يقتضيه وتصديق بمعانيها وقيل معناه العمل بها والطاعة بكل اسمها والايمان بما لا يقتضي عملا وقال بعضهم المراد حفظ القرآن وتلاوته كله لأنه مستوف لها وهو ضعيف والصحيح الأول انتهى 3 قوله الله الواحد الخ اعلم ان تعدد أسمائه تعالى في هذه الرواية والرواية التي رواه الترمذي والبيهقي مائة الا واحد الا ان في روايتهما أسماء يخالف ما في هذه الرواية والبائنة بينهما بينة ولعل كلا التعدادين بحفظهما تاثير في دخول الجنة والله واسع عليم إنجاح 4 قوله الأول الاخر الظاهر الباطن واما تسمية سبحانه تعالى بالاخر فقال الامام أبو بكر بن الباقلاني معناه الباقي بصفاته من العلم والقدرة وغيرهما التي كان عليها في الازل ويكون كذلك بعد موت الخلائق وذهاب علومهم وقدرهم وحواسهم وتفرق اجسامهم قال وتعلقت المعتزلة بهذا الاسم فاحتجوا به لمذهبهم في فناء الأجسام وذهابها بالكلية قالوا ومعناه الباقي بعد فناء خلقه ومذهب أهل الحق خلاف ذلك وان المراد الاخر بصفاته بعد ذهاب صفاتهم ولهذا يقال اخر من بقي من بني فلان فلان يراد حيوته ولا يراد فناء اجسام موتاهم وعدمها هذا كلام بن الباقلاني واما معنى الظاهر من أسماء الله فقيل هو من الظهور بمعنى القهر والغلبة وكمال القدرة ومنه ظهر فلان على فلان وقيل الظاهر بالدلائل القطعية والباطن المحتجب عن خلقه وقيل العالم بالخفيات نووي 5 قوله .
3865 - ان ربكم حيي الخ هو بكسر أولى اليائين مخففة ورفع الثانية مشددة يعني ان الله تعالى تارك للقبائح ساتر العيوب والفضائح وهو تعريض للعباد وحث لهم على تحري الحياء قوله فيردهما صفرا أي خالية من صفر بالكسر صفرا بالحركة إذا خلى وأصغرته اخليته قوله أو قال خائبتين الخيبة الحرمان والخسران خاب يخيب ويخوب وهذا الحديث يدل على ان رفع اليدين للدعاء مستحب فخر 6 قوله .
3866 - ولا تدع بظهورهما هذا في غير الاستسقاء وأما فيه فقد ورد في رواية المسلم ان النبي صلى الله عليه وسلّم استسقى فأشار بظهر كفيه الى السماء إنجاح 7 قوله .
3867 - كان له عدل رقبة العدل بفتح العين وكسرها روايتان بمعنى المثل من ولد إسماعيل هو بفحتين وبالضم وسكون اللام جمع ولد أي كان له ثواب عتق رقبة لمعات 8 قوله .
3868 - اللهم بك أصبحنا الباء متعلق بمحذوف وهو خبر أصبح ولا بد من تقدير مضاف أي أصبحنا متلبسين بنعمتك أي بحياتك وكلاءتك أو بذكرك واسمك قوله وبك نحيى وبك نموت حكاية عن الحال الآتية يعني يستمر حالنا على هذا في جميع الأوقات وسائر الأحوال معناه أنت تحييني وأنت تميتني كذا في الطيبي 9 قوله .
3869 - وكان أبان هو بفتح الهمزة وتخفيف الموحدة يصرف ولا يصرف والأول اشهر لكونه على وزن فعال وعلى الثاني يجعل على وزن افعل وقوله قد اصابه طرف من الفالج وهو بفتح اللام علة معروفة والفلج بسكون اللام ومحركة النصف وهما فلجان قوله فجعل الرجل يعني الرجل الذي كان يروى الحديث عنه ينظر اليه تعجبا وإنكارا بأنك كنت تقول هذه الكلمة كل صباح ومساء فكيف اصابك الضر ان كان الحديث صحيحا فقال أبان رفعا لتعجبه اما ان الحديث صحيح لكني لم أقله يومئذ ليمضي الله من الامضاء واللام فيه للعاقبة والتقدير لم يوفقني الله به ليمضي الله على قدره لمعات 1 قوله