215 - أهل الله الخ قال في النهاية أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله والمختصون به اختصاص أهل الإنسان به 12 قوله واقرأوه وارقدوا والظاهر أن الواو في قوله وارقدوا بمعنى أو فهو مثل قوله تعالى أمنوا أو لا تؤمنوا فالمراد منه ان من شاء قرأ فله الأجر ومن شاء رقد فعليه الوزر ثم بين المثالين أو الواو للجمع أي اجمعوا القراءة مع الرقود كما كان دابه صلى الله عليه وسلّم بحيث لا تشاء الا درايته مصليا ولا تشاء الا درايته نائما انجاح الحاجة لمولانا المحدث شاه عبد الغني الدهلوي C تعالى .
219 - يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم أية الخ الحديث يدل على أن تعلم العلم خير من كثرة الأعمال لأن تعلم أية خير من مائة ركعة ولهذا قال صلى الله عليه وسلّم العلماء ورثة الأنبياء وقال أحمد الجامي C للشيخ المودود الحشتي الصوفي الجاهل مسخرة للشيطان فاذهب تعلم العلم اولا ثم ارشد الناس الى سبيل الرشاد كما كان آباؤك يفعلون ودل الحديث أيضا على أن العالم ان لم يعمل بعلمه بحيث جاءه الموت بغتة أو اشتغل في تعليم الناس بحيث فاته الأعمال جوزي بمثل ما جوزي العامل ولذا قال فقهاؤنا ان العالم إذا صار مرجعا للناس وسعة ترك السنن الرواتب ولم يجز له ان يخرج الى الغزوة والجهاد إذا لم يكن في البلد عالم غيره وفي الحديث دليل أيضا على ان تعلم العلم خير من تعلم القرآن إذا قرأ ما يصح به الصلاة بعشر درجة ولذلك قال الفقهاء الحنفية يؤم القوم أعلمهم بكتاب الله ثم أقرؤهم به انجاح الحاجة .
2 - قوله .
221 - الخير عادة والشر لجاجة الخ المراد منه والله اعلم ان الإنسان مجبول على الخير قال الله تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون وقال صلى الله عليه وسلّم ما من مولود لا وقد يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه الحديث والشر لجاجة واللجاجة بالفتح الخصومة ويقال للنفس اللجوج لأنه منصوب بعداوة الإنسان كما جاء في الخبر اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك فالمراد منه ان النفس تتلج وتضطر الى الشرارة فالواجب على كل انسان ان يزيل تلك الشرارة عن نفسه بما جاء من موعظة الله ورسوله فإن الأنبياء قد بعثوا التزكية النفوس قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها انجاح .
3 - قوله .
223 - ان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وذلك إشارة الى رذالة الدنيا وانهم لم يأخذوا منها الا بقدر ضرورتهم فلم يورثوا منها شيئا مبالغة في تنزيههم عنها ولذا قال قيل الصوفي لا يملك ولا يملك وفيه ايملو الى كمال توكلهم على الله تعالى في أنفسهم واولادهم وأشعار بأن طالب الدنيا ليس من العلماء الورثة ولا يرد الاعتراض بأنه كان لبعض الأنبياء غناء كثير لأن المراد أنهم ما تركوا بعدهم ميراثا لأولادهم وازواجهم ويذكر عن أبي هريرة رض أنه مر يوما في السوق على المشتغلين بتجاراتهم فقال أنتم ههنا وميراث رسول الله صلى الله عليه وسلّم في المسجد فقاموا سراعا فلم يجدوا فيه الا القرآن أو الذكر أو مجالس العلم فقالوا أين ما قلت يا أبا هريرة فقال هذا ميراث محمد صلى الله عليه وسلّم يقسم بين ورثته و ليس مواريثه دنياكم انجاح .
4 - قوله .
224 - طلب العلم فريضة على كل مسلم سئل الشيخ محي الدين النووي عن هذا الحديث فقال أنه ضعيف وان كان صحيحا وقال تلميذه الحافظ جمال الدين المزي هذا الحديث روى من طريق تبلغ رتبة الحسن وهو كما قال فأني رأيت له خمسين طريقا وقد جمعتها في جزء قال البيهقي في المدخل اما أرادوا الله اعلم العلم العام الذي لا يسع البالغ العاقل جهله أو علم ما يطرأ له خاصة أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه كفاية ثم روى عن بن المبارك انه سئل عن تفسيرهذا الحديث فقال ليس هو الذي يظنون انما طلب العلم فريضة ان يقع الرجل في شيء من أمور دينه فيسأل عنه حتى يعلمه وقال البيضاوي المراد من العلم هنا مالا مندوحة للعبد عن تعلمه كمعرفة الصانع والعلم بوحدانيته ونبوة رسوله وكيفية الصلاة فإن تعلمه فرض عين زجاجة .
5 - قوله وواضع العلم عند غير أهله قال الطيبي يشعر بأن كل علم يختص باستعداد وله أهل فإذا وضعه في غير موضعه فقد ظلم فمثل معنى الظهر بتقليلد اخس الحيوان بأنفس الجواهر التسجين ذلك الوضع والتنفير عنه قال الشيخ أبو حفص السهروردي اختلف في العلم الذي هو فريضة قيل هو علم الإخلاص ومعرفة النفس والنفوس وما يفسد الأعمال لأن الإخلاص مأمور به كما ان العمل مأمور به وخدع النفس وغرورها وشهواتها تخرب مباني الإخلاص المأمور به فصار علم ذلك فرضا وقيل معرفة الخواطر وتفصيلها لأن الخواطر منشاء الفعل وبذلك يعرف الفرق بين لمة الملك وبين لمة الشيطان وقيل هو طلب علم الحلال حيث كان أكل الحلال فريضة وقيل هو علم البيع والشراء والنكاح والطلاق إذا أراد الدخول في شيء من ذلك يجب عليه طلب علمه وقيل هو علم الفرائض الخمس التي بني عليه الإسلام وقيل هو علم التوحيد بالنظر والاستدلال أو النقل وقيل هو علم الباطن وهو ما يزداد به العبد يقينا وهو الذي يكتسب بصحبة الصالحين والزهاد والمتعبدين فهم وارثو علم النبي صلى الله عليه وسلّم زجاجة .
6 - قوله .
226 - انبط العلم من الانباط نبط العلم أي ظهره ويفشيه والاستنباط الاستخراج والنبط والنبيط الماء الذي يخرج لمن فعر البئر إذا حضرت كذا في الدر النثير أي جئت لإظهار العلم وتحصيله من العلماء انجاح .
7 قوله