من قرأ الم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك أعطى من الجر كأنما أحيا ليلة القدر وقال : من قرأ الم تنزل في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام .
سورة الأحزاب .
مدنية وهي ثلاث وسبعون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
" يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليهما حكيما واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعلمون خبيرا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا " عن زر قال : قال لي أبي بن كعب Bه : كم تعدون سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاثا وسبعين آية . قال : هو الذي يحلف به أبي كعب إن كانت لتعدن سورة البقرة أو أطول . ولقد قرأنا منها آية الرجم : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزوز حكيم أراد أبي Bه أن ذلك من جملة ما نسخ من القرآن . وأما ما يحكى : أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة Bها فأكلتها الداجن فمن تأليفها الملاحة والروافض . جعل نداءه بالنبي والرسول في قوله : " يا أيها النبي اتق الله " " يا أيها النبي لم تحرم " التحريم : 1 ، " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك " المائدة : 67 وترك نداءه باسمه كما قال : يا آدم يا موسى يا عيسى يا داود كرامة به وتشريفا وربئا بمحله وتنويها بفضله . فإن قلت : إن لم يوقع اسمه في النداء فقد أوقعه في الأخبار في قوله : " محمد رسول الله " الفتح : 29 ، " وما محمد إلا رسول " آل عمران : 144 قلت : ذاك لتعليم الماس بأنه رسول الله وتلقين لهم أن يسموه بذلك ويدعوه به فلا تفاوت بين النداء والإخبار ألا ترى إلى ما لم يقصد به التعليم والتلقين من الأخبار كيف ذكره بنحو ما ذكره في النداء " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " التوبة : 128 ، و " وقال الرسول يا رب " الفرقان : 30 ، " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " الأحزاب : . " إن الله وملائكته يصلون على النبي " الأحزاب : 56 : " ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي " المائدة : 81 ، اتق الله : واظب على ما أنت عليه من التقوى واثبت عليه وازدد منه وذلك لأن التقوى باب لا يبلغ آخره " ولا تطع الكافرين والمنافقين " لا تساعدهم على شئ ولا تقبل لهم رأيا ولا مشورة وجانبهم واحترس منهم فإنهم أعداء الله وأعداء المؤمنين لا يريدون إلا المضارة والمضادة . وروي : أن النبي A لما هاجر إلى المدينة وكان يحب إسلام اليهود : قريظة والنضير وبني قين قاع وقد بايعه أناس منهم على النفاق فكان يلين لهم جانبه ويكرم صغيرهم وكبيرهم . وإذا أتى منهم قبيح تجاوز عنه . وكان يسمع منهم فنزلت . وروي : أن ايبا سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبا الأعور السلمي قدموا عليه في الموداعة التي كانت بينه وبينهم وقام معهم عبد الله بن أبي ومعتب بن قشير والجد بن قيس فقالوا للنبي A : أرفض ذكر آلهتنا وقل إنها تشفع وتنفع وندعك وربك فشق ذلك على رسول الله A وعلى المؤمنين وهموا بقتلهم فنزلت : أي اتق المدينة فيما طلبوا إليك . وروي أن أهل مكة دعوا رسول الله A إلى أن يرجع عن دينه ويعطوه شطر أموالهم وأن يزوجه شبية بن ربيعة بنته وخوفه منافقو المدينة أنهم يقتلونه المفسدة " حكيما " لا يفعل شيئا ولا يأكر به إلا بداعي الحكمة " واتبع ما يوحى إليك " في ترك طاعة الكافرين والمنافقين وغير ذلك " إن الله " الذي يوحي إليك خبير " بما تعملون " فموح إليك ما يصلح به أعمالكم فلا حاجة بكم إلى الاستماع من الكفرة . وقرئ : يعملون بالياء بما يعمل المنافقون من كيدهم لكم ومكرهم بكم " وتوكل على الله " وأسند أمرك إليه وكله إلى تدبيره " وكيلا " حافظا موكولا إليه كل أمر .
" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم ألئى تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يوكل الحق وهو يهدي السبيل ادعوهم لأبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا ءاباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما "