ويلك : أصله الدعاء بالهلاك ثم استعمل في الزجر والردع والبعث على ترك مالا يرتضى كما استعمل : لا أبا لك . وأصله الدعاء على الرجل بالأقراف في الحث علىالفعل . والراجع في " ولا يقاها " للكلمة التي تكلم بها العلماء . أو للثواب لأنه في معنى المثوبة أو الجنة أو للسيرة والطريقة وهي الإيمان والعمل الصالح " الصابرون " على الطابعات وعن الشهوات وعلى ما قسم الله من القليل عن الكثير . كان قارون يؤذى نبي الله موسى عليه السلام كل وقت وهو يداريه للقرابة التي بينهما حتى نزلت الزكاة فصالحه عن كل ألف دينار على دينار وعن كل ألف درهم على درهم فحسبه فاستكثره فشحت به نفسه فجمع بني إسرائيل وقال : إن موسى أرادكم على كل شئ وهو يريد أن يأخذ أموالكم فقالوا : أنت كبيرنا وسيدنا فمر بما شئت قال : نبرطل فلانة البغي حتى ترميه بنفسها فيرفضه بنو إسرائيل فجعل لها ألف دينار . وقيل طستا من ذهب . وقيل : طستا من ذهب مملوءة ذهبا . وقيل : حكمها فلما كان يوم عيد قام موسى فقال : يا بني إسرائيل من سرق قطعناه ومن افترى جلدناه ومن زنى وهو غير محصن جلدناه وإن أحصن رجمناه فقال قارون : وإن كنت أنت ؟ قال : وإن كنت أنا قال : فإن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة فأحضرت فناشدها موسى بالذي فلق البحر وأنزل التوراة أن تصدق فتداركها الله فقالت : كذبوا بل جعل لي قارون جعلا على أن أقذفك لنفسي فخر موسى ساجدا يبكي وقال : يا رب إن كنت رسوك فاغضب لي . فأوحى إليه : أمر الأرض بما شئت فإنها مطيعة لك . فقال : يا بني إسرائيل إن الله بعثني إلى قارون كما يعثني إلى فرعون فمن كان معه فليلزم مكانه ومن كان معي فليعتزل فاعتزلوا جميعا غير رجلين ثم قال : يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الأعناق وقارون وأصحابه يتضرعون إلى موسى عليه السلام ويناشده بالله والرحم وموسى لا يلتفت غليهم لشدة غضبه ثم قال : خذيهم فانظبقت عليهم . وأوحى الله إلى موسى : ما أفظك : اتغاثوا بك مرارا فلم ترحمهم أما وعزتي لو إياي دعوا مرة واحدة لوجدوني قريبا مجيبا فأصبحت بنو إسرائيل يتناجون بينهم : إنما دعا موسى على قارون لستبد بداره وكنوزه فدعا الله حتى خسف بداره وأمواله " من المنتصرين " من المنتقمين من موسى عليه السلام أو من الممتنعين من عذاب الله . يقال : نصره من عدوه فانتصر أي : منعه منه فامتنع .
" وأصبح الذين تمنوا مكانه بالإمس يقلون فكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون " قد يذكر الأمس ولا يراد به اليوم الذي قبل يومك ولكن الوقت المستقرب على طريق الاستعارة " مكانه " منزلته من الدنيا وي مفصولة عن كأن وهي كلمة تنبه لنا مثل ما أوتى قارون " وتندموا ثم قالوا : " ويكأنه لا يفلح الكافرون " أي : ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح وهو مذهب الخليل وسيبويه . قال : .
وي كأن من يكن له نشب يح ... بب ومن يفتقر يعش عيش ضر .
وحكى الفراء أن أعرابية قالت لزوجها : أين ابنك ؟ فقال : وي كأنه وراء البيت . ويجوز أن تكون الكاف كاف الخطاب مضمومة إلى وي كقوله : ...... . ويك عنتر أقدام وأنه بمعنى لأنه واللام لبيان المقول لأجله هذا القول أو لأنه لا يفلح الكافرون كان ذلك وهو الخسف بقارون ومن الناس من يقف على وي ويبتدئ كأنه ومنهم من يقف على ويك . وقرأ الأعمسش لولا من الله علينا . وقرئ : " لخسف بنا " وفيه ضمير الله . ولا نخسف بنا كقولك : انقطع به . ولتخسف بنا .
" تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا واعاقبة للمتقين "