التحريم : استعارة للمنع ؛ لأن من حرم عليه الشيء فقد منعه . ألا ترى إلى قولهم : محظور . وحجر وذلك لأن الله منعه أن يرضع ثديا فكان لا يقبل ثدي مرضع قط حتى أهمهم ذلك . والمراضع : جمع مرضع وهي المرأة التي ترضع . أو جمع مرضع وهو موضع الرضاع يعني الثدي أو الرضاع " من قبل " من قبل قصصها أثره . روي أنها لما قالت : " وهم له ناصحون " قال هامان : أنها لتعرفه وتعرف أهله فقالت : إنما أردت وهم للملك ناصحون والنصح : إخلاص العمل من شائب الفساد فانطلقت إلى أمها بأمرهم فجاءت بها والصبي على يد فرعون يعلله شفقة عليه وهو يبكي يطلب الرضاع فحين وجد ريحها استأنس والتقم ثديها فقال لها فرعون : ومن أنت منه فقد أبى كل ثدي ؟ إلا ثديك ؟ قالت : إني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا أوتى بصبي إلا قبلني فدفعه إليها وأجرى عليها وذهبت به إلى بيتها وأنجز الله وعده في الرد فعندها ثبت واستقر في عملها أن سيكون نبيا . وذلك قوله : " ولتعلم أن وعد الله حق " يريد . ولبثبت عملها يوتمكن . فإن قلت : كيف حل لها أن تأخذ الأجر إلى إرضاع ولدها ؟ قلت : ما كانت تأخذه على أنه أجر على الرضاع ولكنه مال حربي كانت تأخذه المعنى : لتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون أنه حق فيرتابون . ويشبه التعريض بما فرط منها حين سمعت بخبر موسى فجزعت وأصبح فؤادها فارغا يروى أنها حجين ألقت التابوت في اليم جاءها الشيطان فقال لها : يا أم موسى كرهت أن يقتل فرعون موسى فتؤجري ثم ذهبت فتوليت قتله فلما أتاها الخبر بأن فرعون أصابه قالت : وقع في يد العدو فنسيت وعد الله . ويجوز أن يتعلق " ولكن " بقوله : " وليتعلم " ومعناه : أن الرد إنما كان لهذا الغرض الديني وهو عملها بصدق وعد الله . ولكن الأكثر لا يعلمون بأن هذا هو الغرض الأصلي الذي منا سواه تبع له من قرة العين وذهاب الحزن .
" ولما بلغ أشده واستوى ءاتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين " " واستوى " واعتدلوتم استحكامه وبلغ المبلغ الذي لا يزاد عليه كما قال لقيط : .
واستحموا أمركم لله دركمو ... شزر المريرة لا قحما ولا ضرعا .
وذلك أربعون سنة ويروي : أنه لم يبعث نبي إلا على رأس أربعين سنة . العلم : التوراة . والحكم : السنة . وحكمة الأنبياء : سنتهم . قال الله تعالى : " واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة " الأحزاب : 34 وقيل معناه أتيناه سيرة الحكماء العلماء وسمتهم قبل البعث فكان لايفعل فعلا يستجهل فيه .
" ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم قال ري بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين "