وقرئ : يضعف ونضعف له العذاب بالنون ونصب العذاب . وقرئ بالرفع على الاستئتاف أو على الحال كذلك " ويخلد " وقرئ : ويخلد على البناء للمفعول مخففا ومثقلا من الإخلاد والتخليد . وقرئ : وتخلد بالتاء على الالتفاف " يبدل مخفف ومثقل من الإخلاء والتخليد . وقرئ : وتخلد بالتاء على الالتفات " يبدل " مخفف ومثقل وكذلك سيئاتهم . فإن قلت : ما معنى مضاعفة العذاب وإبدال السيئات حسنات ؟ قلت : إذا ارتكب المشرك معاصي مع الشرك عذب على الشرك وعلى المعاصي جميعا فتضاعف العقوبة لمضاعفة المعاقب عليه . وإبدال السيئات حسنات : أنه يمحوها بالتوبة ويثبت مكانها الحسنات : الإيمان والطاعة والتقوى . وقيل : يبدلهم بالشرك إيمانا . وبقتل المسلمين : قتل المشركين وبالزنا : عفة وإحصانا .
" ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا " يريد : ومن يترك المعاصي ويندم عليها ويدخل عليها ويدخل في العمل الصالح فإنه بذلك تائب إبلى الله " متابا " مرضيا عنده مكفرا للخطايا محصلا للثواب . أو فإنه تائب متابا إلى الله الذي يعرف حق التائبين ويفعل بهم ما يستوجبون والذي يحب التوابين ويحب المتطهرين . وفي كلام بعض العرب : لله أفراح بتوبة إلى الله تعالى وإلى ثوابه مرجعا حسنا وأي مرجع .
" والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما " يحتمل أنهم ينفرون عن محاضرة الكاذبين ومجالس الخاطائين فلا يحضرونها ولا يقربونها تنزها عن مخالطة الشر وأهله وصيانة لدينهم لدينهم عما يثلمه : لأن مشاهدة الباطل شركة فيه ولذلك قيل في النظارة إلى كل ما لم تسوغه الشريعة : هم شركاء فاعلية في الإثم ؛ لأن حضورهم ونظرهم دليل الرضا به وسبب وجوده والزيادة فيه ؛ لأن الذي سلط على فعله هو استحسان النظرة ورغبتهم في النظر إليه وفي مواعظ عيسى بن مريم عليه السلام : إياكم ومجالسه الخاطئين . أنهم لا يشهدون شهادة الزور فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه . وعن قتادة : مجالس الباطل . وعن ابن الحنفية : اللهو والغناء . وعن مجاهد : أعياد المشركين . " وإذا مروا باللغو مروا كراما " اللغو : كل ما ينبغي أن يلغى ويطرح . والمعنى : وإذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به . مروا معرضين عنهم مكرمين أنفسهم عن التوقف عليهم والخوض معهم كقوله تعالى : " وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلي " القصص : 55 وعن الحسن Bه : لم تسفههم المعاصي . وقيل : إذا سمعوا من الكفار الشتم والأذى أعرضوا وصفحوا . وقيل : إذا ذكروا النكاح كنوا عنه .
" والذين إذا ذكروا بءايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا " " لم يخروا عليها " ليس بنفي للخرور . وإنما هو إثبات له ونفس للصمم والعمى كما تقول : لا يلقاني زيد مسلما هو نفي للسلام لا للقاء . والمعنى : أنهم إذا ذكروا بها أكبوا عليها حرصا على استماعها . وأقبلوا على المذكر بها وهم في إكبابهم عليها سامعون بآذن واعية مبصورن بعيون راعية لا كالذين يذكرون بها فتراهم مكبين عليها مقبلين على من يذكر بها مظهرين الحرص الشديد على استماعها وهم كالصم العميان حيث لا يعونها ولا تبصرون ما فيها كالمنافقين وأشباههم .
" والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما "