الوزارة : لا تنافي النبوة فقد كان يبعث في الزمن الواحد أبياء يؤمرزن بأن يوازر بعضهم بعضا والمعنى : فذهبا إليهم فكذبوهما فدمرناهم كقوله : " اضرب بعصاك البحر فانفلق " الشعراء : 63 أي فضرب فانفلق . أراد اختنصار القصة فذكر حاشيتيها أولها وآخرها لأنهما المقصود بطولها أعني : إلزم الحجة ببعثه الرسل واستحقاق التدمير بتكذيبهم . وعن علي Bه فدمرتهم . أعني : إلزام الحجة ببعثه الرسل واستحقاق التدمير بتكذيبهم . وعن علي Bه فدمرتهم . وعنه فدمراهم . وقرئ : فدمرانهم على التأكيد بالنون الثقيلة .
" وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس ءاية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما " كأنهم كذبوا نوحا ومن قبله من الرسل صريحا . أو كان تكذيبهم لواحد منهم تكذيبا للجميع أو لم يروا بعثه الرسل أصلا كالبراهمة " وجعلناهم " وجعلنا إغراقهم أو قصتهم " للظالمين ؟ إما أن يعني بهم قوم نوح وأصله : وأعتدنا لهم إلا أنه قصد تظليمهم فأظهر . وإما أن يتناولهم بعموم .
" وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا " عطف عادا على " هم " في جعلناهم أو على الظالمين لأن المعنى : ووعدنا الظالمين . وقرئ : وثمود على تأويله القبلة . وأما المصرف فعلى تأويل الحي أو لأنه اسم الأب الأكبر . قيل : في أصحاب الرس : كانوا قوما من عبدة الأصنام أصحاب آبار ومواش فبعث الله إليهم شعيبا فدعاهم إلى الإسلام . فتمادوا في طغيانهم وفي إيذانه فبينا هم حول الرس وهو البئر غير المطوية . عن أبي عبيدة : انهارت بهم فخسف بعم وبديارهم . وقيل : الرس قرية بفلج اليمامة قتلوا نبيهم فهلكوا وهم بقية ثمود قوم صالح . وقيل : هم أصحاب النبي حنظلة بن صفوان كانوا مبتلين بالعنقاء وهي أعظم ما يكون من الطير سميت لطول عنقها وكانت تسكن جبلهم الذي يقال له فتح وهي تنتقض على صبيانهم فتهطفهم إن أعوزها الصيد فدعا عليها حنظلة فأصابتها الصاعقة ثم إنهم قتلوا حنظلة فأهلكوا وقيل : هم أصحاب الأخدود والرس : هو الأخدود وقيل : الرس بأنطاكية قتلوا فيها حبيبا النجار . وقيل : كذبوا نبيهم ورسوه في بئر أي : دسوه فيها " بين ذلك " أي بين ذلك المذكور وقد يذكر الذاكر أشياء مختلفة ثم يشير إليها ب ؟ ذلك ويحسب الحاسب أعدادا متكاثرة ثم يقول : فذلك كيت وكيت على معنى : فذلك المحسوب أو المعدود " ضربنا له الأمثال : بينا له القصص العجيبة من قصص الأولين والتتبير : التفتيت والتكسير . ومنه : التبر وهو كسار الذهب والفضة والزجاج . و " كلا " الأول منصوب بما دل عليه " ضربنا له الأمثال " وهو : أنذرنا . أو : حذرنا . والثاني : بتيرنا لأنه فارغ له .
" ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا " أراد بالقرية سدوم من قرى لوط وكانت خمسا : أهلك الله تعالى أربعا بأهلها وبقيت واحدة . ومطر السوء : الحجارة ويعني أن قريشا مروا مرارا كثيرة في متاجرهم إلى الشام على تلك القرية التي أهلكت بالحجارة من السماء " أفلم يكونوا " في مرار مرورهم ينظرون إلى آثار عذاب الله ونكاله ويذكرون " بل كانوا " قوما كفرة بالبعث لا يتوقعون " نشورا " وعاقبة فوضع الرجاء موضع الوتوقع لأنه إنما يتوقع العاقبة من يؤمن فمن ثم لم ينظروا ولم يذكروا ومروا بها كما مرت ركابهم . أو لا يأملون نشورا كما يأمله المؤمنون لطعمهم في الوصول إلى ثواب أعمالهم أو لا يخافون على اللغة التهامية .
" وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن ءالهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا "