" بما يقولون " من أقاويل الطاعنين فيك وفي القرآن " فسبح " فافزع فيما نابك إلى الله والفزع إلى الله : هو الذكر الدائم وكثرة السجود يكفك ويكشف عنك الغم . ودم على عبادة ربك " حتى يأتيك اليقين " أي الموت أي ما دمت حيا فلا تخل بالعبادة . وعن النبي A : " أنه كان إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة عن رسول الله A : " من قرأ سورة الحجر كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار والمستهزئين بمحمد A .
؟ ؟ سورة النحل .
مكية وهي مائة وثمان وعشرون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
" أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون .
كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو نزول العذاب بهم يوم بدر استهزاء وتكذيبا بالوعد فقيل لهم " أتى أمر الله " الذي هو بمنزلة الآتي الواقع وإن كان منتظرا لقرب وقوعه " فلا تستعجلوه " روي أنه لما نزلت " اقتربت الساعة " القمر 1 ، قال الكفار فيما بينهم إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا عن بعض ما تعملون حتى ننظر ما هو كائن فلما تأخرت قالوا : ما نرى شيئا فنزلت " اقترب للناس حسابهم " الأنبياء 1 ، فأشفقوا وانتظروا قربها فلما امتدت الأيام قالوا : يا محمد ما نرى شيئا مما تخوفنا به فنزلت " أتى أمر الله " فوثب رسول الله A ورفع الناس رؤوسهم فنزلت " فلا تستعجلوه " فاطمأنوا وقرئ : " تستعجلوه " بالتاء والياء " سبحانه وتعالى عما يشركون " تبرأ D عن أن يكون له شريك وأن تكون آلهتهم له شركاء أو عن إشراكهم . على أن " ما " موصولة أو مصدرية فإن قلت : كيف اتصل هذا باستعجالهم ؟ قلت : لأن استعجالهم استهزاء وتكذيب وذلك من الشرك . وقرئ : " تشركون " بالتاء والياء .
" ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون " قرئ : " ينزل " بالتخفيف والتشديد وقرئ : " تنزل الملائكة " أي تتنزل " بالروح من أمره " بما يحيي القلوب الميتة بالجهل من وحيه أو بما يقوم في الدين مقام الروح في الجسد و " أن أنذروا " بدل من الروح أي ينزلهم بأن أنذروا وتقديره : بأنه أنذروا أي : بأن الشأن أقول لكم أنذروا . أو تكون " أن " مفسرة لأن تنزيل الملائكة بالوحي فيه معنى القول . ومعنى أنذروا " أنه لا إله إلا أنا " أعلموا بأن الأمر ذلك من نذرت بكذا إذا علمته . والمعنى : يقول لهم أعلموا الناس قولي لا إله إلا أنا " فاتقون " .
" خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين " ثم دل على وحدانيته وأنه لا إله إلا هو بما ذكر مما لا يقدر عليه غيره من خلق السموات والأرض وخلق الإنسان وما يصلحه وما لا بد له منه من خلق البهائم لأكله وركوبه وجر أثقاله وسائر حاجاته وخلق ما لا يعلمون من أصناف خلائقه ومثله متعال عن أن يشرك به غيره . وقرئ : " تشركون " بالتاء والياء " فإذا هو خصيم مبين " فيه معنيان أحدهما : فإذا هو منطيق مجادل عن نفسه مكافح للخصوم مبين للحجة بعد كان نطفة من مني جمادا لا حس به ولا حركة دلالة على قدرته . والثاني : فإذا هو خصيم لربه منكر على خالقه قائل : من يحيي العظام وهي رميم وصفا للإنسان بالإفراط في الوقاحة والجهل والتمادي في كفران النعمة . وقيل نزلت في أبي بن خلف الجمحي حين جاء بالعظم الرميم إلى النبي A فقال : يا محمد أترى الله يحيي هذا بعدما قد رم ؟ " والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكون "