قيل في الأشد : ثماني عشرة وعشرون وثلاث وثلاثون وأربعون . وقيل : أقصاه ثنتان وستون " حكما " حكمة وهو العلم بالعمل واجتناب ما يجهل فيه . وقيل : حكما بين الناس وفقها " كذلك نجزي المحسنين " تنبيه على أنه كان محسنا في عمله متقيا في عنفوان أمره وأن الله آتاه الحكم والعلم جزاء على إحسانه . وعن الحسن : من أحسن عبادة ربه في شبيبته آتاه الله الحكمة في اكتهاله .
" وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون " .
المراودة : مفاعلة من راد يرود إذا جاء وذهب كأن المعني : خادعته عن نفسه أي : فعلت ما يفعل المخادع لصاحبه عن الشيء الذي لا يريد أن يخرجه من يده يحتال أن يغلبه عليه ويأخذه منه وهي عبارة عن التحمل لمواقعته إياها " وغلقت الأبواب " قيل : كانت سبعة . وقرئ : هيت بفتح الهاء وكسرها مع فتح التاء وبناؤها كبناء أين وعيط . وهيت كجير وهيت كحيث . وهئت بمعنى تهيأت يقال : هاء يهيء كجاء يجيء : إذا تهيأ . وهيئت لك واللام من صلة الفعل وأما في الأصوات فللبيان كأنه قيل : لك أقول هذا كما تقول : هلم لك " معاذ الله " أعوذ بالله معاذا " إنه " إن الشأن والحديث " ربي " سيدي ومالكي يريد قطفير " أحسن مثواي " حين قال لك أكرمي مثواه فما جزاؤه أن أخلفه في أهله سوء الخلافة وأخونه فيهم " إنه لا يفلح الظالمون " الذين يجازون الحسن بالسيء . وقيل : أراد الزناة لأنهم ظالمون أنفسهم . وقيل : أراد الله تعالى لأنه مسبب الأسباب .
" ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " .
هم بالأمر إذا قصده وعزم عليه قال : .
هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله