وقيل : الشمس والقمر أبواه . وقيل : أبوه وخالته . والكواكب : إخوته وعن وهب أن يوسف رأى وهو ابن سبع سنين أن إحدى عشرة عصا طوالا كانت مركوزة في الأرض كهيئة الدارة لماذا عصا صغير تثب عليها حتى اقتلعتها وغلبتها فوصف ذلك لأبيه فقال : إياك أن تذكر هذا لإخوتك ثم رأى وهو ابن ثنتي عشرة سنة الشمس والقمر والكواكب تسجد له فقصها على أبيه فقال له : لا تقصها عليهم فيبغوا لك الغوائل . وقيل : كان بين رؤيا يوسف ومصير إخوته إليه أربعون سنة . وقيل : ثمانون . فإن قلت لم أخر الشمس والقمر قلت : أخرهما ليعطفهما على الكواكب على طريق الاختصاص بيانا لفضلهما واستبدادهما بالمزية على غيرهما من الطوالع كما أخر جبريل وميكائيل عن الملائكة ثم عطفهما عليها لذلك ويجوز أن تكون الواو بمعنى مع أي : رأيت الكواكب مع الشمس والقمر . فإن قلت : ما معنى تكرار رأيت قلت : ليس بتكرار إنما هو كلام مستأنف على تقديم سؤال وقع جوابا له كأن يعقوب عليه السلام قال له عند قوله : " إني رأيت أحد عشر كوكبا " كيف رأيتها سائلا عن حال رؤيتها ؟ فقال : " رأيتهم لي ساجدين " فإن قلت : فلم أجريت مجرى العقلاء في رأيتهم لي ساجدين ؟ قلت : لأنه لما وصفها بما هو خاص بالعقلاء وهو السجود . أجرى عليها حكمهم كأنها عاقلة وهذا كثير شائع في كلامهم أن يلابس الشيء الشيء من بعض الوجوه فيعطى حكما من أحكامه إظهارا لأثر الملابسة والمقاربة .
" قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم "