" لا تراءى ناراهما " ومنه قول عمر Bه لأبي موسى في كاتبه النصراني : لا تكرموهم إذ أهانهم الله ولا تأمنوهم إذ خونهم الله ولا تدنوهم إذ أقصاهم الله . وروي : أنه قال له أبو موسى : لا قوام للبصرة إلا به فقال : مات النصراني والسلام يعني هب أنه قد مات فما كنت تكون صانعا حينئذ فاصنعه الساعة واستغن عنه بغيره " إن الله لا يهدي القوم الظالمين " يعني الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفر يمنعهم الله ألطافه ويخذلهم مقتا لهم " يسارعون فيهم " ينكمشون في موالاتهم ويرغبون فيها ويعتذرون بأنهم لا يأمنون أن تصيبهم دائرة من دوائر الزمان أي صرف من صروفه ودولة من دوله فيحتاجون إليهم وإلى معونتهم وعن عبادة بن الصامت رضي لله عنه أنه قال لرسول الله A : إن لي موالي من يهود كثيرا عددهم وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولايتهم وأوالي الله ورسوله فقال عبد الله بن أبي : إني رجل أخاف الدوائر لا أبرأ من ولاية موالي وهم يهود بني قينقاع .
" فعسى الله أن يأتي بالفتح " لرسول الله A على أعدائه وإظهار المسلمين " أو أمر من عنده " يقطع شأفة اليهود ويجليهم عن بلادهم فيصبح المنافقون نادمين على ما حدثوا به أنفسهم : وذلك أنهم كانوا يشكون في أمر رسول الله A ويقولون : ما نظن أن يتم له أمر وبالحري أن تكون الدولة والغلبة لهؤلاء . وقيل : أو أمر من عنده أو أن يؤمر النبي A بإظهار أسرار المنافقين وقتلهم فيندموا على نفاقهم . وقيل : أو أمر من عند الله لا يكون فيه للناس فعل كبني النضير الذين طرح الله في قلوبهم الرعب . فأعطوا بأيديهم من غير أن يوجف عليهم بخيل ولا ركاب " ويقول الذين آمنوا " قرئ بالنصب عطفا على أن يأتي . وبالرفع على أنه كلام مبتدأ أي : ويقول الذين آمنوا في ذلك الوقت : وقرئ : يقول : بغير واو وهي في مصاحف مكة والمدينة والشأم كذلك على أنه جواب قائل يقول : فماذا يقول المؤمنون حينئذ ؟ فقيل : يقول الذين آمنوا هؤلاء الذين أقسموا . فإن قلت : لمن يقولون هذا القول ؟ قلت : إما أن يقوله بعضهم لبعض تعجبا من حالهم واغتباطا بما من الله عليهم من التوفيق في الإخلاص " أهؤلاء الذين أقسموا " لكم بإغلاظ الأيمان أنهم أولياؤكم ومعاضدوكم على الكفار . وإما أن يقولوه لليهود لأنهم حلفوا لهم بالمعاضدة والنصرة . كما حكى الله عنهم " وإن قوتلتم لننصرنكم " الحشر : 11 . " حبطت أعمالهم " من جملة قول المؤمنين أي بطلت أعمالهم التي كانوا يتكلفونها في رأي أعين الناس . وفيه معنى التعجب كأنه قيل : ما أحبط أعمالهم ! .
فما أخسرهم ! .
أو من قول الله D شهادة لهم بحبوط الأعمال وتعجيبا من سوء حالهم .
" يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " وقرئ : من يرتد ومن يرتدد وهو في الإمام بدالين وهو من الكائنات التي أخبر عنها في القرآن قبل كونها . وقيل : بل كان أهل الردة إحدى عشرة فرقة : ثلاث في عهد رسول الله A : بنو مدلج ورئيسهم ذو الخمار وهو الأسود العنسي وكان كاهنا تنبأ باليمن واستولى على بلاده وأخرج عمال رسول الله A فكتب رسول الله A إلى معاذ بن جبل وإلى سادات اليمن فأهلكه الله على يدي فيروز الديلمي بيته فقتله وأخبر رسول الله A بقتله ليلة قتل فسر المسلمون وقبض رسول الله A من الغد . وأتى خبره في آخر شهر ربيع الأول