" ويل للعراقيب " وعن عمر أنه رأى رجلا يتوضأ فترك باطن قدميه فأمره أن يعيد الوضوء وذلك للتغليظ عليه وعن عائشة Bها لأن تقطعا أحب إلي من أن أمسح على القدمين بغير خفين . وعن عطاء : والله ما علمت أن أحدا من أصحاب رسول الله A مسح على القديمن . وقد ذهب بعض الناس إلى ظاهر العطف فأوجب المسح . وعن الحسن : أنه جمع بين الأمرين . وعن الشعبي : نزل القرآن بالمسح والغسل سنة . وقرأ الحسن : وارجلكم بالرفع بمعنى وأرجلكم مغسولة أو ممسوحة إلى الكعبين . وقرئ : فاطهروا أي فطهروا أبدانكم وكذلك ليطهركم . وفي قراءة عبد الله : فأموا صعيدا " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج " في باب الطهارة حتى لا يرخص لكم في التيممم " ولكن يريد ليطهركم " بالتراب إذا أعوزكم التطهر بالماء " وليتم نعمته عليكم " وليتم برخصته إنعامه عليكم بعزائمه " لعلكم تشكرون " نعمته فيثيبكم .
" واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور " " واذكروا نعمة الله عليكم " وهي نعمة الإسلام " وميثاقه الذي واثقكم به " أي عاقدكم به عقدا وثيقا هو الميثاق الذي أخذه على المسلمين حين بايعهم رسول الله A على السمع والطاعة في حال اليسر والعسر والمنشط والمكره فقبلوا وقالوا : سمعنا وأطعنا . وقيل : هو الميثاق ليلة العقبة وفي بيعة الرضوان .
" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم " عدى " يجرمنكم " بحرف الاستعلاء مضمنا معنى فعل يتعدى به كأنه قيل : ولا يحملنكم . ويجوز أن يكون قوله : " أن تعتدوا " بمعنى على أن تعتدوا فحذف مع أن ونحوه قوله E : " من أتبع على ملئ فليتبع " لأنه بمعنى أحيل . وقرئ : شنآن بالسكون . ونظيره في المصادر ليان والمعنى : لا يحملنكم بغضكم للمشركين على أن تتركوا العدل فتعتدوا عليهم بأن تنتصروا منهم وتتشفوا بما في قلوبكم من الضغائن بارتكاب ما لا يحل لكم من مثلة أو قذف أو قتل أولاد أو نساء أو نقض عهد أو ما أشبه ذلك " اعدلوا هو أقرب للتقوى " نهاهم أولا أن تحملهم البغضاء على ترك العدل ثم استأنف فصرح لهم بالأمر بالعدل تأكيدا وتشديدا ثم استأنف فذكر لهم وجه الأمر بالعدل وهو قوله : " هو اقرب للتقوى " أي العدل أقرب إلى التقوى وأدخل في مناسبتها . أو أقرب إلى التقوى لكونه لطفا فيها . وفيه تنبيه عظيم على أن وجوب العدل مع الكفار الذين هم أعداء الله إذا كان بهذه الصفة من القوة فما الظن بوجوبه مع المؤمنين الذين هم أولياؤه وأحباؤه ؟ " لهم مغفرة وأجر عظيم " بيان للوعد بعد تمام الكلام قبله كأنه قال : قدم لهم وعدا فقيل : أي شيء وعده لهم ؟ فقيل : لهم مغفرة وأجر عظيم . أو يكون على إرادة القول بمعننى وعدهم وقال لهم مغفرة . أو على إجراء وعد مجرى قال : لأنه ضرب من القول . أو يجعل وعد واقعا على الجملة التي هي لهم مغفرة كما وقع " تركنا " على قوله : " سلام على نوح " الصافات : 119 ، كأنه قيل : وعدهم هذا القول وإذا وعدهم من لا يخلف الميعاد هذا القول فقد وعدهم مضمونه من المغفرة والأجر العظيم . وهذا القول يتلقون به عند الموت ويوم القيامة فيسرون به ويستروحون إليه ويهون عليهم السكرات والأهوال قبل الوصول إلى الثواب .
" يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون " روي : أن المشركين رأوا رسول الله A وأصحابه قاموا إلى صلاة الظهر يصلون معا وذلك بعسفان في غزوة ذي أنمار . فلما صلوا ندموا أن لا كانوا أكبوا عليهم فقالوا : إن لهم بعدها صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم يعنون صلاة العصر وهموا بأن يوقعوا بهم إذا قاموا إليها . فنزل جبريل بصلاة الخوف . وروي :