فكأنه قيل : وأما من خفت موازينه فقد هلك . وقيل : هاوية من أسماء النار وكأنها النار العميقة لهوي أهل النار فيها مهوى بعيدا كما روي : يهوي فيها سبعين خريفا أي : فمأواه النار . وقيل : للمأوى : أم على التشبيه ؛ لأن الأم مأوى الولد ومفزعه . وعن قتادة : فأمه هاوية أي : فأم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوسا هيه ضمير الداهية التي دل عليها قوله : " فأمه هاوية " في التفسير الأول . أو ضمير هاوية والهاء للسكت وإذا وصل القارئ حذفها . وقيل : حقه أن لا يدرج لئلا يسقطها الإدراج لأنها ثابتة في المصحف . وقد أجيز إثباتها مع الوصل .
عن رسول الله A : " من قرأ سورة القارعة ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة " .
سورة التكاثر .
مكية وآياتها 8 .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسئلن يومئذ عن النعميم " ألهاه عن كذا وأقهاه : إذا شغله . والتكاثر التباري في الكثرة والتباهي بها وأن يقول هؤلاء : نحن أكثر وهؤلاء : نحن أكثر . روي أن بني عبد مناف وبني سهم تفاخروا أيهم أكثر عددا فكثرهم بنو عبد مناف فقالت بنو سهم : إن البغي أهلكنا في الجاهلية فعادونا بالأحياء والأموات فكثرتهم بنو سهم . والمعنى : أنكم تكاثرتم بالأحياء حتى إذا استوعبتم عددهم صرتم إلى المقابر فتكاثرتم بالأموات : عبر عن بلوغهم ذكر الموتى بزيارة المقابر تهكما بهم . وقيل : كانوا يزورون المقابر فيقولون : هذا قبر فلان وهذا قبر فلان عند تفاخرهم . والمعنى : ألهاكم ذلك - وهو مما لا يعنيكم ولا يجدي عليكم في دنياكم وآخرتكم - عما يعنيكم من أمر الدين الذي هو أهم وأعني من كل مهم . أو أراد ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متم وقبرتم . منفقين أعماركم في طلب الدنيا والاستباق إليها والتهالك عليها إلى أن أتاكم الموت لا هم لكم غيرها عما هو أولى بكم من السعي لعاقبتكم والعمل لآخرتكم . وزيارة القبور : عبارة عن الموت . قال : .
لن يخلص العام خليل عشرا ... ذاق الضماد أو يزور القبرا .
وقال : .
زار القبور أبو مالك ... فأصبح ألأم زوارها