ويجوز أن يكونوا جماعة والتوحيد لتسويتك في أفعل التفضيل إذا أضفته بين الواحد والجمع والمذكر والمؤنث وكان يجوز أن يقال : أشقوها كما تقول : أفاضلهم . والضمير في : لهم " يجوز أن يكون للأشقين والتفضيل في الشقاوة لأن من تولى العقر وباشره كانت شقاوته أظهر وأبلغ . و " ناقة الله " نصب على التحذير كقولك الأسد الأسد والصبي الصبي بإضمار : ذروا أو حذروا عقرها " وسقياها " فلا تزووها عنها ولا تستأثروا بها عليها " فكذبوه : فيما حذرهم منه من نزول العذاب إن فعلوا " فدمدمعليهم " فأطلق عليهم العذاب وهو من تكرير قولهم : ناقة مدمومة : إذا ألبسها الشحم " بذنبهم " بسبب ذنبهم . وفيه إنذار عظيم بعاقبه الذنب فعلى كل مذنب أن يعتبر ويحذر " فسواها " الضمير للدمدمة أي : فسواها بينهم لم يفلت منها صغيرهم ولا كبيرهم " ولا يخاف عقباها " أي : عاقبتها وتبعتها ؛ كما يخاف كل معاقب من الملوكفيبقى بعض الإبقاء . ويجوز أن يكون الضمير لثمود على معنى : فسواها بالأرض . أو في الهلاك ولا يخاف عقبى هلاكها . وفي مصاحف أهل المدينة والشأم : فلا يخاف . وفيقراءة النبي صلى اله عليه وآله وسلم : ولم يخف .
عن رسول الله صلى اله عليه وسلم : من قرأ سورة الشمس فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر .
سورة الليل .
مكية وآياتها إحدى وعشرون .
بسم الله الرحمان الرحيم " واليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى " المغشي : إما الشمس من قوله : " واليلإذا يغشاها " الشمس : 4 وإما النهار من قوله : " يغشي الليل النهار " الرعد : 3 وإما كل شيء يواريه بظلامه من قوله : " إذا وقب " الفلق : 3 . " تجلى " ظهر بزوال ظلمة اليل . أو تبين وتكشف بطلوع الشمس " وما خلق " والقادر العظيم القدرة الذي قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء واحد وقي : هما آدم عليه السلام وحواء . وفي قراءة النبي A : والذكر والأنثى . وقرأ ابن مسعود : والذي خلق الذكر والأنثى . وعن الكسائي : وما خلق الذكر والأنثى بالجر على أنه بدل من محل " ما خلق " بمعنى : وما خلقه الله أي : ومخلوق الله الذكر والأنثى . وجاز إضمار اسم الله لأنه معلوم لا نفراده بالخالق . إذ لا خالق سواه . وقيل : إن الله لم يخلق خلقا من ذوي الأرواح ليس بذكر ولا أنثى . والخنثى وإن أشكل أمره عندنا فهو عند الله غير مشكل معلوم بالذكورة أو الأنوثة ؛ فلو حلف بالطلاق أنه لم يلق يومه ذكرا ولا أنثى وقد لقي خنثى مشكلا : كان حانثا ؛ لأنه في الحقيقة إما ذكرا أو انثى وإن كان مشكلا عندنا شتى جمع شتيت أي : إن مساعيكم أشتات مختلفة وبيان اختلافها فيما فصل على أثره .
" فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى " " أعطى " يعني حقوق ماله " واتقى " الله فلم يعصه " وصدق بالحسنى " بالخصلة الحسنى : وهي الإيمان . أو بالملة الحسنى : وهي مله الإسلام او بالمثوبة الحسنى : وهي الجنة " فسنيسره لليسرى " فسنهيؤه لها من يسر الفرس للركوب إذا أسرجها وألجمها . ومنه قوله E : كل ميسر لما خلق له والمعنى فسنلطف به ونوفقه حتى تكون الطاعةأيسر الأمور عليه وأهونها من قوله " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام " النعام : 125 .
" وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسر للمسرى وما يغنى عنه ماله إذا تردى " " واستغنى " وزهد فيما عند الله كأنه مستغنى عنه فلم يتقه . أو أستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة لنه في مقابلة " واتقى " . " فنسنيسر للعسرى " فسنخذله ونمنعه الألطاف حتى تكون الطاعة أعس شيء عليه وأشده من قوله : " يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء " الأنعام : 125 أو سمى طريقة الخير باليسرى لأن عاقبتها اليسر ؛ وطريقة الشر العسرى لأن عاقبتها العسر . أو أراد بهما طريقي الجنة والنار أي : فسنهيهما في الآخرة للطريقين . وقيل : نزلنا في أبي بكر Bه وفي أبي سفيان بن حرب " وما يغنى عنه " استفهام في معنى الإنكار . أو نفي " تردى " تفعل من الردى وهو الهلاك يريد : لموت . أو تردى في الحفرة إذا قبر أو تردى في قعر جهنم .
" إن للهدى وإن لنا للأخرة والأولى "