فشبهها بالطراف وهوبيت الأدم في العظم والحمرة وكأنه قصد بخبثه : أن يزيد على تشبيه القرآن ولتبجحه بما سول له من توهم الزيادة جاء في صدر بيته بقوله حمراء توطئة لها ومناداة عليها وتنبيها لسامعين على مكانها ولقد عمي : جمع الله له عمى الدارين عن قوله عز وعلا " كأنه جمالات صفر " فإنه بمنزلة قوله : كبيت أحمر ؛ وعلى أن في التشبيه بالقصر وهو الحصن تشبيها من جهتين : من جهة العظم ومن جهة الطول في الهواء وفي التشبيه بالجمالاتوهي القوس : تشبيه من ثلاث جهات : من جهة العظم والطول والصفرة فأبعد الله إغرابه في طرافه وما نفخ شدقيه من استطرافه .
قرئ بنصب اليوم ونصبه الأعمش أي : هذا الذي قص عليكم واقع يومئذ ويوم القيامة طويل ذو مواطن ومواقيت : ينطقون في وقت ولا ينطقون في وقت ؛ ولذلك ورد الأمران في القرآن . أو جعل نطقهم كلا نطق ؛ لأنه لا ينفع ولا يسمع " فيعتذرون " عطف على " يؤذن " منخرط في سلك النفي . والمعنى : ولا يكون لهم إذن واعتذار متعقب له من غير أن يجعل الاعتذار مسببا عن الإذن ولو نصب لكان مسببا عنه لا محالة .
" هاذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون ويل يومئذ للمكذبين إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إذا كذالك نجزي المحسنين ويل يومئذ للمكذبين " " جمعناكم والأولين " كلام موضح لقوله : " هاذا يوم الفصل " لأنه إذا كان يوم الفصل بين السعداء والأشقياء وبين النبياء وأممهم . فلا بد من جمع الولين والآخرين حتى يقع ذلك الفصل بينهم " فإن كان لكم كيد فكيدون " تقريع لهم على كيدهم لدين الله وذويه وتسجيل عليهم بالعجز والاستكانة " كلوا واشربوا " في موضع الحال من ضمير المتقين في الظرف الذي هو في ظلال أي : هم مستقرون في ظلال مقولا لهم ذلك .
" كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون ويل يومئذ للمكذبين وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين فبأي حديث بعده يؤمنون " كلوا وتمتعوا فإن قلت : كيف يصح أن يقال لهم ذلك في الآخرة ؟ قلت : يقال لهم ذلك في الآخرة إيذانا بانهم كانوا في الدنيا أحقاء بأن يقال لهم وكانوا من اهله تذكيرا بحالهم السمجة وبما جنوا على انفسهم من إيثار المتاع القليل على النعيم والملك الخالد . وفي طرقته قوله : .
إخوتي لا تبعدوا أبدا ... وبلى والله قد بعدوا .
يريد : كنتم أحقاء في حياتكم بأن يدعى لكم بذلك وعلل ذلك بكطونهم مجريمين دلالة على أن كل مجرم ماله إلا الأكل والتمتع أياما قلائل ثم البقاء في الهلاك أبدا ويجوز أن يكون " كلوا وتمتعوا " المراسلات : 46 ، كلاما مستأنفا خكابا للمكذبين في الدنيا " اركعوا " اخشعوا لله وتواضعوا له بقبول وحيه واتباع دينه . واطرحوا هذا الاستكبار والنخوة لا يخشعون ولا يقبلون ذلك ويصرون على إستكبارهم . وقيل : ما كان على العرب أشد من الركوع والسجود : وقيل : نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله A بالصلاة فقالوا : لا نجبى فإنها مسبة علينا . فقال رسول الله A : لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود " بعدم " بعد القرآن يعني أن القرآن من بين الكتب المنزلة آية مبصرة ومعجزة باهرة فحين لم يؤمنوا به فبأي كتاب بعده " يؤمنون " وقرئ تؤمنون بالتاء .
عن رسول الله صل الله عليه وسلم : من قرأ سورة والمرسلات كتب أنه ليس من المشركين .
سورة عم يتساءلون .
مكية وتسمى سورة النبأ .
وهي أربعون أو إحدى وأربعون آية بسمالله الرحمن الرحيم " عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون " " عم " أصله عما على أنه حرف جر دخل على ما الاستفهامية وهو في قراءة عكرمة وعيسى بن عمر . قال حسان Bه .
على ما قام يشتمنى لئيم ... كخنزير تمرغ في رماد