" برق البصر " تحير فزعا ؛ وأصله من برق الرجل إذا نظر إلى البرق فدهش بصره .
وقرئ : برق من البريق أي لمع من شدة شخوصه . وقرأ أبو السمال بلق إذا انفتح وانفرج . يقال : بلق الباب وأبلقته " وخسف القمر " وذهب ضوؤه أو ذهب بنفسه . وترئ : وخسف على البناء للمفعول " وجمع الشمس والقمر " حيث يطلعها الله من المغرب . وقيل : وجمعنا في ذهاب الضوءي وقيل : يجمعان أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران في النار . وقيل يجمعان ثم يقذفان في البحر فيكون نار الله الكبرى " المفر " بالفتح المصدر ؛ وبالكسر : المكان . ويجوز أن يكون مصدرا كلالمرجع . وقرئ بهما " كلا " ردع عن طلب المفر " لا وزر " لا ملجأ وكل ما التجأت إليه من جبل أو غيره وتخلصت به فهو وزرك " إلى ربك " خاصة " يومئذ " مستقر العباد أي استقرارهم . يعني : أنهم لا يقدرون أن يستقروا إلى غيره وينصبوا إليه أو إلى حكمه ترجع أمور العباد لا يحطكم فيها غيره كقوله : " لمن الملك اليوم " غافر : 16 ، أو إلى ربك مستقرهم أي : موضع قرارهم من جنة أو نار أي : مفوض ذلك إلى مشيئته من شار أدخله الجنة ومن شاء أدخله النار " بما قدم " من عمل عمله " و " بما " أخر " منه لم يعمله أو بما قدم من ماله فتصدق به وبما أخره فخلفه . أو بما قدم من عمل الخير والشر وبما أخر من سنة حسنة أو سيئة فعمل بها بعده . وعن مجاهد : بأول عمله وآخره . ونحوه : فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه " بصيرة " حجة بينة وصفت بالبصارة على المجاز كما وصفت الآيات بالإبصار في قوله : " فلما جاءتهم آياتنا مبصرة " النمل : 13 أو عين بصيرة . والمعنى أنه ينبأ بأعماله وإن لم ينبأ ففيه ما يجزئ عن الإنباء ؛ لأنه شاهد عليها بما عملت ؛ لأن جوارحه تنطق بذلك " يوم تشهد عليهم أسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " النور : 24 ، " ولو ألقى معاذيره " ولو جاء بكل معذرة يعتذر بها عن نفسه ويجادل عنها . وعن الضحاك : ولو أرخى ستوره وقال : المعاذير الستور واحدها معذار فإن صح فلأنه يمنع رؤية المتحجب كما تمنه المعذرة عقوبة المذنب . فإن قلت : أليس قياس المعذرة أن تجمع معاذر لا معاذير ؟ قلت : المعاذير ليس بجمع معذرة إنما هو اسم جمع لها ونحوه : المناكير في المنكر .
" لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءاته فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ثم إن علينا بينه كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخره وجوه يؤمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقره "