وقيل : أمر بأن تلقى عليها صخرة عظيمة فدعت الله فرقي بروحها فألقيت الصخرة على جسد لا روح فيه . وعن الحسن : فنجاها الله أكرم نجاة فرفعها إلى الجنة : أريت بيتها في الجنة يبنى . وقيل : إنه من درة . وقيل : كانت تعذب في الشمس فتظلها الملائكة . فإن قلت : ما معنى الجمع بين عندك وفي الجنة ؟ قلت طلبت القرب من رحمة الله والبعد من عذاب أعدائه ثم بينت مكان القرب بقولهم : " في الجنة " أو أرادت ارتفاع الدرجة في الجنة وأن تكون جنتها من الجنان التي هي أقرب إلى العرش وهي جنات المأوى فعبرت عن القرب إلى العرش بقولها : " عندك " . " من فرعون وعمله " من عمل فرعون . أو من نفس فرعون الخبيثة وسلطانه الغشوم وخصوصا من عمله وهو : الكفر وعبادة الأصنام والظلم والتعذيب بغير جرم " ونجنى من القوم الظلمين " من القبط كلهم . وفيه دليل على أن الاستعاذة بالله والآلتجاء إليه ومسألة الخلاص منه عند المحن والنوازل : من سير الصالحين وسنن الأنبياء والمرسلين : " فافتح لبنب وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين " الشعراء : 118 " ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين " يونس : 86 . " فيه " في الفرج . وقرأ ابن مسعود : فيها كما قرئ في سورة الأنبياء والضمير للجملة وقد مر لي في هذا الظرف كلام . ومن بدع التفاسير : أن الفرج هو جيب الدرع ومن أحصنته : منعته جبريل وأنه جمع في التمثيل بين التي لها زوج والتي لا زوج لها تسلية للأرامل وتطييبا لأنفسهن " وصدقت " قرئ بالتشديد والتخفيف على أنها جعلت الكلمات والكتب صادقة يعني : وصفتها بالصدق وهو معنى التصديق بعينه . فإن قلت : فما في كلمات الله والكتبه ؟ قلت : يجوز أن يراد بكلماته : صحفه التي أنزلها على إدريس وغيره سماها كلمات لقصرها وبكتبه : الكتب الأربعة وأن يراد جميع ما كلم الله به ملائكته وغيرهم وجيمع ما كتبه في اللوح وغيره . وقرئ : يكلمة الله وكتابه أي : بعيسى وبالكتاب المنزل عليه وهو الإنجيل . فإن قلت : لم قيل " من القنتين " على التذكير ؟ قلت : لن القنوت صفة تشمل من قنت من القبيلين فغلب ذكوره على إناثه . و " من " للتبعيض ويجوز أن يكون لا بتداء الغاية على أنها ولدت من القانتين ؛ لأنها من أعقاب هرون أخي موسى صلوات الله عليهما . وعن النبي A .
كمل من الرجل كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد . وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وأما ما روي أن عائشة سألت رسول الله A كيف سمى الله تعالى جماعة من الكفار بأسمائهم وكناهم ولو كانت التسمية للحب وتركها للبغض لسمى آسية وقد قرن بينها وبين مريم في التمثيل للمؤمنين وأبى الله إلا أن يجعل للمصنوع أمارة تنم عليه وكلام رسول الله A أحكم وأسلم من ذلك .
عن رسول اله A : من قرأ سورة التحريم آتاه الله توبة نصوحا .
سورة الملك .
مكية وهي ثلاثون آية .
ونسمى : الواقية والمنجية ؛ لأنها تقي وتنجي قارئها من عذاب القبر .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شىء قدير الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فأرجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير "