" يا أيها الذين أمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون . " " لا تلهكم " لا تشغلكم " أموالكم " والتصرف فيها والسعي في تدبير أمرها : والتهالك على طلب النماء فيها بالتجارة والاغتلال وابتغاء النتاج والتلذذ بها ؛ والاستمتاع بمنافعها " ولا أولادكم " وسروركم بهم وشفقتكم عليهم والقيام بمؤنهم وتسوية ما يصلحهم من معايشهم في حياتكم وبعد مماتكم وقد عرفتم قدر منفعة الأموال والأولاد وأنه أهون شيء وأدونه في جنب ما عند الله " عن ذكر الله " وإيثاره عليها " ومن يفعل ذلك " يريد الشغل بالدنيا عن الدين " فأولئك هم الخاسرون " في تجارتهم حيث باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني . وقيل : ذكر الله الصلوات الخمس . وعن الحسن : جميع الفرائض كأنه قال : عن طاعة الله . وقيل : القرآن . وعن الكلبي : الجهاد مع رسول الله A .
" أنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين . ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون . " " من " في " ما رزقناكم " للتبعيض والمراد : الإنفاق الواجب " من أن يأتي أحدكم الموت " من قبل أن يرى دلائل الموت ويعاين ما ييأس معه من الإمهال ويضيق به الخناق ويتعذر عليه الإنفاق ويفوت وقت القبول فيتحسر على المنع ويعض أنامله على فقد ما كان متمكنا منه . وعن ابن عباس Bه : تصدقوا قبل أن ينزل عليكم سلطان الموت فلا تقبل توبة ولا ينفع عمل . وعنه : ما يمنع أحدكم إذا كان له مال أن يزكي وإذا أطاق الحج أن يحج من قبل أن يأتيه الموت فيسأل ربه الكرة فلا يعطاها . وعنه : أنها نزلت في ما نعى الزكاة ووالله لو رأى خيرا لما سأل الرجعة فقيل له : أما تتقي الله يسأل المؤمنون الكرة ؟ قال : نعم أنا أقرأ عليكم به قرآنا يعني : أنها نزلت في المؤمنين وهم المخاطبون بها وكذا عن الحسن : ما من أحد لم يزك ولم يصم ولم يحج إلا سأل الرجعة . وعن عكرمة أنها نزلت في أهل القبلة " لولا أخرتني " . وقرئ : " أخرتن " يريد : هلا أخرت موتي " إلى أجل قريب " إلى زمان قليل " فأصدق " وقرأ أبي " فأتصدق " على الأصل . وقرئ : " وأكن " عطفا على محل " فأصدق " كأنه قيل : إن أخرتني أصدق وأكن ومن قرأ : " وأكون " على النصب فعلى اللفظ . وقرأ عبيد بن عمير : " وأكون " على " وأنا أكون " عدة منه بالصلاح " ولن يؤخر الله " نفي للتأخير على وجه التأكيد الذي معناه منافاة المنفي الحكمة . والمعنى : إنكم إذا علمتم أن تأخير الموت عن وقته مما لا سبيل إليه . وأنه هاجم لا محالة وأن الله عليم بأعمالكم فمجاز عليها من منع واجب وغيره لم تبق إلا المسارعة إلى الخروج عن عهدة الواجبات والاستعداد للقاء الله . وقرئ : " تعملون " ؛ بالتاء والياء . عن رسول الله A : 1187 " من قرأ سورة المنافقين برئ من النفاق " .
سورة التغابن .
وهي ثماني عشرة آية .
؟ بسم اله الرحمن الرحيم .
" يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير . خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير . يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور . "